بازگشت

العلاقة بين القائد والاتباع


في كل نهضة هنالك قيادة وطليعة وقاعدة ترتبط بروابط مشتركة من أهداف وبرامج ومواقف، والقيادة دائماً هي القدوة التي تعكس أخلاقها علي أتباعها، وفي النهضة الحسينية تجسدت الأخلاق الفاضلة في العلاقات والروابط حيث الإخاء والمحبة والتعاون والود والاحترام بين القائد وأتباعه وبين الأتباع أنفسهم، فالأتباع ارتبطوا بالقيم والمثل ثم ارتبطوا بالقائد الذي جسّدها في فكره وعاطفته وسلوكه، فالأتباع يتلقون الأوامر بقبول ورضي وطمأنينة.

ومن هذه القيم كان الإمام الحسين (عليه السلام) يخاطب حامل لوائه وهو أخاه العباس: (يا عباس اركب بنفسي أنت) [1] .

ويخاطب أتباعه قائلاً: (قوموا يا كرام) [2] .

ويخاطبهم أيضاً: (صبراً بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضّراء إلي الجنان الواسعة) [3] .

ونتيجة لهذا الترابط الروحي بين القائد والأتباع رفض الأتباع أن يتركوا الإمام الحسين (عليه السلام) لوحده بعد أن سمح لهم بالتفرّق عنه، فهذا مسلم بن عوسجة يخاطب الإمام (عليه السلام) قائلاً: (أما والله لو علمت أنّي اقتل ثم أحيي ثم احرق ثم أحيي ثم أذرّي يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتي ألقي حمامي دونك) [4] .

وبعد الشهادة كان الإمام (عليه السلام) يقف علي جسد جون وهو عبد أسود ويدعو لـه: (اللهمّ بيَّض وجهه وطيّب ريحه) [5] .

ويعتنق واضح التركي وهو يجود بنفسه واضعاً خدّه علي خدّه [6] .


پاورقي

[1] إبصار العين في أنصار الحسين: 28 محمد السماوي.

[2] حياة الإمام الحسين 199:3، باقر شريف القرشي.

[3] حياة الإمام الحسين 199:3، باقر شريف القرشي.

[4] بحار الأنوار393:44.

[5] اللهوف في قتلي الطفوف: 47.

[6] إبصار العين في أنصار الحسين: 85.