بازگشت

الايثار و نكران الذات


أنكر أتباع الإمام الحسين (عليه السلام) ذواتهم وذابوا في القيادة التي جسدت المنهج الإلهي في واقعها المعايش، فلم يُبقوا لذواتهم أيّ شيء سوي الفوز بالسعادة الأبدية، فكان الإيثار والتفاني من أهم الخصائص التي اختصوا بها.

لما رأوا أنهم لا يقدرون يمنعون الحسين (عليه السلام) ولا أنفسهم تنافسوا أن يقتتلوا بين يديه [1] .

وقبل المعركة وصل بُرير ومعه جماعة إلي النهر، فقال لهم حماته ـ بعد أن عجزوا عن قتالهم ـ: اشربوا هنيئاً مريئاً بشرط أن لا يحمل أحد منكم قطرة من الماء للحسين، فكان جوابهم: (ويلكم نشرب الماء هنيئاً والحسين وبنات رسول الله يموتون عطشاً لا كان ذلك أبداً) [2] .

وفي شدة العطش رفض العباس (عليه السلام) شرب الماء قبل الإمام الحسين (عليه السلام) وقال:



يا نفس من بعد الحسيـن هوني

وبعده لا كنــــــت أن تكونـــي



هذا حسين وارد المنــــــــــون

وتشربيـــن بــارد المعيـــن [3] .




پاورقي

[1] الکامل في التاريخ 72:4.

[2] معالي السبطين 320:1.

[3] مقتل الحسين: 336، المقرّم.