بازگشت

فاطمة بنت أسد في سطور


أبوها: أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

اُمّها: فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حِجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.

زوجها: عبد مناف بن عبد المطّلب - أبو طالب - بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

أولادها: طالب، عقيل، جعفر، علي أمير المؤمنين.

بناتها: جمانة، اُمّ هاني واسمها (فاختة).

وفّقت لخدمة النبيّ (صلي الله عليه وآله) لمّا تكفّله زوجها أبو طالب، فكانت نِعمَ الكفيلة والمربّية تقدّمه علي أولادها، في الخدمة والرعاية.

أوّل من أسلم وآمن من النساء بعد خديجة.

كانت أوّل من هاجر من النساء إلي يثرب.

وفاتها السنة الرابعة من الهجرة، مدفنها في البقيع، كفّنها النبيّ (صلي الله عليه وآله) بقميصه، واضطجع في قبرها، وكبّر في الصلاة عليها سبعين تكبيرة.

ذكر ابن الأثير في اُسد الغابة: [1] .

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، بن قصي، القرشيّة الهاشميّة، اُمّها فاطمة بن هرم بن رواحة، تزوّجها أبو طالب بن عبد المطّلب بن هاشم، فولدت الإمام عليّ بن أبي طالب، وإخوته طالب وعقيل وجعفر.

قال الشعبي: اُمّ علي فاطمة بنت أسد، أسلمت وهاجرت إلي المدينة وتوفّيت بها [2] .

قال الزهري: هي أوّل هاشمية ولدت هاشمي، وهي أيضاً أوّل هاشمية ولدت خليفة، ثمّ بعدها فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) ولدت [الإمامين] الحسن والحسين (عليهما السلام).

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إجازة بإسناده عن... أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) كفّن فاطمة بنت أسد في قيمصه، واضطجع في قبرها، وجزّاها خيراً، وكانت وفاتها في المدينة السنة الرابعة أو الخامسة من الهجرة.

وروي ابن عباس نحو هذا، وزاد، فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بها؟! قال (صلي الله عليه وآله): إنّه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها، إنّما ألبستها قميصي لتكسي من حُلل الجنّة، واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر.

هذا ملخّص ما ذكره ابن الأثير في اُسد الغابة 7: 217.

وذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4: 380) نحو ذلك وذكر السيّد محسن الأمين في أعيانه (8: 388) ملخّصاً.

فاطمة بنت أسد بن هاشم اُمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) سبقت إلي الإسلام [بعد خديجة] وهاجرت إلي المدينة في أوّل الهجرة [مع ولدها عليّ (عليه السلام) والفواطم].

روي الحاكم في المستدرك بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كانت فاطمة بنت أسد بن هاشم أوّل هاشمية ولدت من هاشمي، وكانت بمحلّ عظيم من الأعيان في عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وتوفّيت في حياته (صلي الله عليه وآله)، وكان اسم ولدها عليّ أسد ولذلك يقول: «أنا الذي سمّتني اُمّي حيدرة» ولمّا ولد سمّته حيدرة باسم أبيها لأنّ حيدرة من أسماء الأسد. [ثمّ هتف بها هاتف لمّا حملته وخرجت به من الكعبة أنّ اسمه عليّاً اشتققت له اسماً من أسمائي] كما سيأتي.

عن الزبير بن سعيد القرشي، قال: كنّا جلوس عند سعيد بن المسيّب، فمرّ بنا عليّ بن الحسين ولم أرَ هاشمياً قطّ كان أعبد لِلّه منه فقام إليه سعيد بن المسيّب وقمنا معه فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام فقال له سعيد: يا أبا محمّد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: نعم، حدّثني أبي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: لمّا ماتت بنت أسد بن هاشم، كفّنها رسول الله (صلي الله عليه وآله) في قميصه وصلّي عليها وكبّر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأ نّه يوسّعه ويسوّي عليها وجثا في القبر، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان قال له أحد الأصحاب رأيتك فعلت علي هذه المرأة شيئاً لم تفعله علي أحد، فقال: إنّ هذه المرأة كانت بمنزلة اُمّي التي ولدتني، إنّ أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا علي طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كلّه نصيبنا فأعود فيه [3] .

خلّفت فاطمة بن أسد من أبي طالب أربعة من الذكور، وهم: طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي أصغرهم، ومن الإناث اُمّ هانئ واسمها فاختة، وجمانة، كلّهم أشقّاء من اُمّ وأب [4] .

وذكر الشاكري: [5] .

تميّز الإمام عليّ (عليه السلام) بمناقب وفضائل لم تكن لأحد قبله ولا بعده، وطالما تمنّي الصحابة ولو واحدةً منها وكما قال أحدهم: «لكانت أحبّ إليَّ من حُمُر النعم» ومن هذه الخصائص ولادته (عليه السلام) في بيت الله الحرام، تلك الفضيلة التي طفحت بها الكتب ما سبقه بها أحد، وتظافر علي نقلها كبار المحدّثين والمؤرّخين، كالمسعودي في (مروج الذهب) وسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواصّ)، وابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) وغيرهم.

وإليك نصّ ما قاله الحافظ الحاكم النيسابوري علي ما أورده عنه الحافظ الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) قال:

«ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام، إكراماً له بذلك وإجلالا لمحلّه في التعظيم».

وقال الحافظ نور الدين علي بن محمّد بن الصبّاغ المكّي المالكي (784 - 855 هـ) في الفصول المهمّة: 30، والحافظ الشافعي السمهوري (844 - 911 هـ)، والحافظ برهان الدين الحلبي (975 - 1044 هـ)، والشيخ الشبلنجي، من علماء القرن الثالث عشر في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار: 65، وغيرهم:

قالوا: عن ولادة عليّ (عليه السلام) في الكعبة.

«ولد بداخل البيت الحرام، ولم يُولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصّه الله تعالي بها إجلالا له، وإعلاءً لمرتبته، وإظهاراً لتكرمته».

وقال الحافظ القرشي الكنجي الشافعي 658 هـ عن الحاكم النيشابوري 323 - 405 هـ في كفاية الطالب والعلاّمة الشيخ المفيد محمّد بن النعمان البغدادي 413 هـ في الإرشاد: 9.

والحافظ الأسدي الحلّي المعروف بابن البطريق 533 - 600 هـ في عمدة عيون صحاح الأخبار: 24.

والشيخ الوزير عليّ بن عيسي الأربلي ت 692 هـ في كشف الغمّة 1: 59.

والعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف المطهّر 648 - 727هـ في نهج الحقّ وكشف الصدق: 232.

وغيرهم قالوا: في ولادة عليّ (عليه السلام) في الكعبة: «لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، إكراماً له بذلك وإجلالا لمحلّه في التعظيم».

أقول: لما أرادت السيّدة مريم ولادة السيّد المسيح عيسي بن مريم اُوحي إليها أن اخرجي من بيت المقدس فإنّه دار عبادة لا دار ولادة، ولكنّ الله سبحانه وتعالي كرّم عليّاً واُمّه أن تلد في داخل الكعبة.

هذه ثلاث روايات نقلتها لك بصورة موجزة واخترتها من مجموعة كبيرة ممّا قاله فطاحل العلماء والمحدّثين والمؤرّخين في صحاحهم ومسانيدهم وتاريخهم وقد ذكر ذلك الاُستاذ شاكر شبع في بحث له بهذا الصدد في العدد السادس والعشرين من مجلّة تراثنا الصادرة في قم وبيروت سنة 1412 هـ فراجعه لتطّلع علي تفاصيل أوسع ومصادر أكثر.

بعد هذه المقدّمة لا بدّ من ذكر حديث ولادة حكيم في الكعبة هذه المزعمة الزائفة، والرواية المجعولة، وإخضاعها لشيء من البحث والتحقيق والتمحيص، لكشف زيفها وبيان وضعها، إذ فيها الكثير ممّا يوجب الشكّ والريب في صحّتها، فإنّ بعض ذوي النفوس المريضة، والحاقدة اختلقوا رواية ولادة حكيم بن حزام ابن خويلد في الكعبة المشرّفة توهيناً لها ولمن ولد في جوفها حسداً من عند أنفسهم وبُغضاً وثأراً من أمير المؤمنين (عليه السلام) في قتل شيوخهم علي تنزيل القرآن وتثبيت الرسالة: (أمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء: 54)، (يُرِيدُونَ لِـيُـطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأ فْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُـتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ) (الصفّ: 8).

فالولد الطاهر من النسل الطاهر، ولد في الموضع الطاهر، فأين توجد هذه الكرامة لغيره؟!

فأشرف البقاع: الحرم، وأشرف الحرم: المسجد، وأشرف بقاع المسجد: الكعبة، ولم يولد فيه مولود سواه.

فالمولود فيه يكون في غاية الشرف، فليس المولود في سيّد الأيام (يوم الجمعة) في الشهر الحرام (رجب الأصمّ) في البيت الحرام سوي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

هذه الكلمة قالها: الحافظ المؤرّخ ابن شهرآشوب السروي المازندراني المتوفّي عام 588 هـ، بعد أن ذكر عدّة أحاديث صحيحة ثابتة في ولادة عليّ (عليه السلام) في الكعبة المشرّفة. [6] - ولم يذكر غيره -


پاورقي

[1] اُسد الغابة 7: 217.

[2] الاستيعاب 4، الحديث 1891.

[3] المستدرک علي الصحيحين 3: 108.

[4] طبقات ابن سعد 8: 51.

[5] موسوعة المصطفي والعترة 2: 32.

[6] مناقب آل أبي طالب 2: 175.