بازگشت

اقوال العلماء في فضائلها و مناقبها


قال شهاب الدين بن حجر في الإصابة: زينب بنت عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، الهاشمية سبطة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، اُمّها فاطمة الزهراء.

قال ابن الأثير: إنّها ولدت في حياة النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)وكانت عاقلة لبيبة جزلة، زوّجها أبوها ابن أخيه عبد الله ابن جعفر فولدت له أولاداً، وكانت مع أخيها لمّا قُتل، فحملت إلي دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد بن معاوية - حين طلب الشامي اُختها فاطمة - مشهور يدلّ علي عقل وقوّة جنان.

وقال العلاّمة البرغاني في مجالس المتّقين: إنّ المقامات العرفانية الخاصّة بزينب (عليها السلام) تقرب من مقامات الإمامة، وإنّها لمّا رأت حالة زين العابدين (عليه السلام)ـ حين رأي أجساد أبيه وإخوته وعشيرته وأهل بيته علي الثري صرعي مجزّرين كالأضاحي، وقد اضطرب قلبه واصفرّ وجهه - أخذت (عليها السلام) في تسليته، وحدّثته بحديث اُمّ أيمن: مِن أنّ هذا عهدٌ من الله تعالي.

وفي الطراز المذهّب: إنّ شؤونات زينب الباطنية ومقاماتها المعنوية كما قيل فيها: إنّ فضائلها وفواضلها، وخصالها وجلالها، وعلمها وعملها، وعصمتها وعفّتها، ونورها وضياءها، وشرفها وبهاءها تالية اُمّها الزهراء ونائبتها عليهن السلام.

وفي مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني: زينب العقيلة بنت عليّ بن أبي طالب، واُمّها فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، والعقيلة هي: التي روي ابن عبّاس عنها كلام فاطمة (عليها السلام) في فدك، فقال: حدّثتني عقيلتنا زينب بنت علي.

وفي جنّات الخلود ما معناه: كانت زينب الكبري في البلاغة والزهد والتدبير والشجاعة قرينة أبيها واُمّها(عليهما السلام)، فإنّ انتظام اُمور أهل البيت بل الهاشميين بعد شهادة الحسين (عليه السلام) كان برأيها وتدبيرها (عليها السلام).

وقال ابن عنبة في أنساب الطالبيين: زينب الكبري بنت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، كنيتها اُمّ الحسن، تروي عن اُمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، وقد امتازت بمحاسنها الكثيرة، وأوصافها الجليلة، وخصالها الحميدة، وشيمها السعيدة، ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة.

وعن الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية: ولدت زينب في حياة جدّها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوّة جنان، فإنّ الحسن ولد قبل وفاة جدّه بثمان سنين، والحسين بسبع سنين، وزينب الكبري بخمس سنين.

وعن النيسابوري في رسالته العلوية: كانت زينب ابنة علي (عليه السلام) في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضي (عليه السلام) واُمّها الزهراء (عليها السلام).

وقال عمر أبو النصر اللبناني في كتابه فاطمة بنت محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) المطبوع في بيروت حديثاً: وأمّا زينب بنت فاطمة (عليها السلام) فقد أظهرت أ نّها من أكثر آل البيت جرأةً وبلاغة وفصاحة، وقد استطارت شهرتها بما أظهرت يوم كربلاء وبعده من حجّة وقوّة وجرأة وبلاغة، حتّي ضُرب بها المثل وشهد لها المؤرّخون والكتّاب.

وقال أيضاً في كتابه الحسين بن علي المطبوع حديثاً أيضاً: وممّا يجب أن يُصار إلي ذكره في هذا الباب ما ظهر من زينب بنت فاطمة واُخت الحسين (عليهما السلام) من جرأة وثبات جأش في مواقفها هذه يوم المعركة وعند ابن زياد وفي قصر يزيد، إلي آخر ما قال.

وقال البحّاثة فريد وجدي علي ما نقله عنه بعض الأجلاّء: السيّدة زينب بنت عليّ رضي الله عنها، كانت من فضليات النساء وشريفات العقائل ذات تقي وطهر وعبادة، هاجرت إلي مصر وتوفّيت بها، انتهي.

وقال الفاضل الأديب حسن قاسم في كتابه السيّدة زينب: السيّدة الطاهرة الزكيّة زينب بنت الإمام عليّ بن أبي طالب ابن عمّ الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) وشقيقة ريحانتيه، لها أشرف نسب وأجلّ حسب وأكمل نفس وأطهر قلب، فكأ نّها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل، فالمستجلي آثارها يتمثّل أمام عينيه رمز الحقّ، رمز الفضيلة، رمز الشجاعة، رمز المروءة وفصاحة اللسان، قوّة الجنان، مثال الزهد والورع، مثال العفاف والشهامة، إنّ في ذلك لعبرة...

وقال أيضاً: فلئن كان في النساء شهيرات فالسيّدة اُولاهن، وإذا عدّت الفضائل فضيلة - فضيلة من وفاء وسخاء، وصدق وصفاء، وشجاعة وإباء، وعلم وعبادة، وعفّة وزهادة - فزينب أقوي مثال للفضيلة بكلّ مظاهرها.

وقال العلاّمة الأجلّ السيّد هبة الدين الشهرستاني: إنّ العقيلة زينب باغتت أخاها الحسين (عليه السلام) في خبائه ليلة مقتله، فوجدته يصقل سيفاً له ويقول:



يا دهر اُفٍّ لك من خليلِ

كم لَكَ بالإشراق والأصيلِ



من طالب بحقّه قتيلِ

والدهر لا يقبل بالبديلِ



إلي آخر الأبيات.

ذعرت زينب عند تمثّل أخيها بهذه الأبيات، وعرفت أنّ أخاها قد يئس من الحياة ومن الصلح مع الأعداء، وأ نّه قتيل لا محالة. وصرخت نادبة: يا أخي أراك تغتصب نفسك اغتصاباً، وقالت: اليوم مات جدّي وأبي واُمّي وأخي، ثمّ خرّت مغشيّةً عليها، إذ غابت عن نفسها ولم تعد تملك اختيارها، فأخذ أخوها الحسين (عليه السلام)رأسها في حجره يرشّ علي وجهها من مدامعه، حتّي أفاقت وسعد بصرها بنظرة من شقيقها الحسين (عليه السلام)، وأخذ يسلّيها - وفي بعض التسلية تورية - فقال: يا اُختاه إنّ أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، فلا يبقي إلاّ وجهه، وقد مات جدّي وأبي واُمّي وأخي وهم خيرٌ منّي، فلا يذهبنّ بحلمك الشيطان، ولم يزل بها حتّي أسكن بروحه روعها، ونشّف بطيب حديثه دمعها.

نعم، كانت شقيقة الحسين (عليه السلام) اُخته بتمام معاني الكلمة، فلا غرو إن شاطرت سيّدة الطفّ زينب أخاها الحسين (عليه السلام) في الكوارث وآلام الحوادث.