بازگشت

اشكال علي هذا الكتاب


السؤال الذي يطرح نفسه بصفة اشكال علي هذا الكتاب من حيث غايته و أهدافه، هو:

انك خلصت الي التأكيد علي ضرورة تقليل العدد و تقليل كمية العاملين أو المجاهدين في أية مبادرة ما.. ثم انتهيت بشكل غير مباشر الي الحرص علي القلة و أنت لا تشعر في حين نحن بحاجة الي تربية القلة و تعبئة الكثرة في عصر تضافر فيه الأعداء و تألبوا و تكاثروا علينا..

ونلفت انتباه القراء الأعزاء، الي أن غاية الكتاب ليست تلك.. كما أننا ما كنا نقصد ذلك مطلقا. و ليس بالضرورة أن يتوصل القاري ء الكريم الي مجرد هذا المعني، و الي ضيق هذه النتيجة، من حيث امكانية ادراك ما هو أعم و أسمي مما توصل اليه و وقف عليه.. و كل ما أردنا أن نقوله هو أن الامام الحسين بالذات كان يستهدف أمرا علي جانب كبير من الخطورة و الأهمية.. و الغاية الحسينة واضحة جلية، و جليلة الأبعاد.. فجاء الكتاب ليميط عنها اللثام بتوسع و بمصاديق جمة تتلخص فيما يلي:

أولا: علينا أن نستلهم من كيفية مجي ء الأنصار، و كميتهم، و وقفتهم التاريخية، دروسا تشدد علي أهمية تنزيه الدوافع، و تصفية البواعث، و تمحيص


النفوس، و تقويم النوايا، من أجل بلوغ الاخلاص، و الصعود الي مستوي الصدق في الممارسة أية ممارسة كانت.

ثانيا: أن نأخذ بنظر الاعتبار ملكيتنا لارادتنا دون التفريط بها، بغية العثور علي الذات المراد منها أن نتصرف بوجهها الصالح وفق المقاييس الاسلامية، ليصح المنطلق و يصاب الهدف، بلقاء الدافع مع ممارسة العمل.

ثالثا: أن نستوحي ما يرفعنا لا الي الصدق و الاخلاص و الارادة و العمل الذاتي فحسب بل يدفعنا و يرفعنا بجدارة الي نصاب نكران الذات و موضع الفداء و مركز التفاني.. الي الذوبان في قضايانا دوما و أبدا...

و عليه، فلا يمكن بأي حال أن نستفيد استفادة ضيقة و قاصرة من أهل البيت (ع) و أتباعهم كما أنه لا يمكن حمل نتيجة الكتاب ذلك المحمل.. فالامام بعمليته الواسعة في التضحية الكاملة تجعله يدعونا و يأمرنا - و كل الأجيال المتعاقبة - الي كلية التفاني و التضحية!! و هو في ثورة علي الباطل بهذا الشكل الذي عرضناه كان يستهدف تدريسنا و بدروس معمقة جدا علينا الانتباه اليها و هي ما يلي:

1 - معني التضحية و جلالها و أبعادها، و خطر الخذلان و ما يترتب عليه من مفاسد و فحشاء...

2 - الاستعداد للتضحية - الكريمة - في أعمالنا..

3 - القيام فعلا بالتضحية، لننقلها الي حيز التطبيق وصولا الي الأهداف المنشودة المرسومة سلفا...

و سندرس هذا و غيره في بحوث و كتب أخري ان شاء الله تعالي.

ثم هل يمكن اعتبار الامام في جهاده يحاول أن يغلق باب الجهاد، في حين ندرك حقيقة أنه فتحه بعدما كان يغلق بايصاد محكم.. ففتحه بعمليته العملاقة التي لا تفتحها سواها. من الأساليب و العمليات الصغيرة. لأنها كانت كبيرة


و كبيرة جدا عملية الامام في أعين الأنام بتقادم الأيام و الأعوام و القرون حتي خلدت و ستبقي الي الأبد..

أم أنه أراد أن يميت بوادر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و هو الذي أحياهما كفرضين و انعشهما كبوادر تقتضي الاستشهاد اذا لزم الأمر؟!!

والحمدلله أولا و آخرا...