بازگشت

في نهاية المطاف


نكتفي بهذا المقدار الآن عن الأنصار الرساليين، علي أن نتناولهم في كتب أخري ان شاء الله.. و ما علينا الا اعادة النظرة الي كيفية تجمع أولئك الحواريين حول سيدهم الامام الحسين (ع) و روعة تلك الكيفية، و جمال ذلك الدور العظيم الذي قام به الامام لاستقطاب خيرة الرجال و خلاصة الأبطال و صفوة المجاهدين البواسل..

و علينا أن لا نقف عند حد الاطلاع، و علي القراء - خاصة - أن لا يطلعوا فحسب، لأن في طي هذه المواضيع دورسا خليقة بالأخذ.. فلتصغ قلوب المومنين لتتعامل مع ثروة المفاهيم و المثل و القيم و العطاءات التي يقدمها تاريخنا المجيد في صفحاته الراقية عن الحياة الخلاقة لعشاق الاسلام و عشاق الحبيب محمد (ص) و مكبريه، و محبي و ممجدي ريحانتيه الحسنين و جميع الأئمة المعصومين الأطهار صلوات الله عليهم جميعا..

و التربية الذاتية من أهم الأهداف. فلتكن تربية ذواتنا عن طريق ما حفل به تاريخنا من مواقف عظيمة، و عظيمة جدا، ليتسني للشخصية الاسلامية أن تربي نفسها بنفسها من خلالها. و الاعداد و التعبئة هي من توجيهات الاسلام الحنيف و من قوام وجود المؤمن. و ليس أدل علي اهتمام الاسلام بذلك من الحاحه علي الجهاد الأكبر (جهاد النفس).. و لا جهاد أعظم من جهاد النفس الذي هو الأكبر فعلا..

و لا ضمان للجهاد المسلح ان لم يسبقه ذلك الجهاد العظيم.. و هذا ما لمسناه دائما عند أنصار الحقيقة و جند القضية العادلة الحسينية، فقد جاهدوا أنفسهم و حاربوا الشيطان أولا و قبل كل شي ء، فكانوا أصلب عودا و أقوي جنانا و أخطر بأسا.. قد ألحت بهم ذواتهم الأبية، و ضغط عليهم ما كمن في داخلهم من


قوة عقيدية، فانفعل الايمان في قلوبهم. واعتمل الهدي بصدورهم، فانبعثت بهم نفوسهم الي ساحة الفداء الكبير من أجل القضية النزيهة، اذ تنزهت بواعثهم، و تسامت نواياهم، و ارتفعت بهم نحو أعلي مراتب المجاهدين الأحرار، و أرفع درجات المناضلين الثوار، علي هدي سبط سيد المرسلين و ريحانة خاتم النبيين (ص)

لقد جاؤا و ساروا، والتحقوا و انضموا، و رابطوا، واسهموا بمحض اختيارهم، و بحرية صرفة، من تلقاء انفسهم!. و قد أهملوا الحياة الدنيا و متاعها البالي الرخيص فبلغوا القمم الشواهق للمجد و الخلد حيث سعوا اليه منطلقين من صميم الوفاء و الاخلاص، و من أجل الله، و في سبيل الله، و الله وحده لا شريك له أبدا...

فجهاد النفس أولا بأول هو الجهاد الأكبر. فلنأخذ الدروس و لنخلص لأنفسنا، و لنتعرف علي أنسفنا لنعثر علي ذواتنا، و الا فلا جدارة لنا و لا جدوي من وجودنا...

وليكن لك واعظ من نفسك - كما أمر أهل البيت جميعا و حسبما أمر الامام علي سلام الله عليه حيث قال: حاسبوا أنسفكم قبل أن تحاسبوا... فهذا هو التوجيه الصحيح الذي يكون به قوام جهاد النفس، و بالتالي سر الاخلاص مع الذات، و العمل وفق ما تمليه ارادة الله سبحانه تبارك و تعالي.

فقد كان الشهداء الأبرار صلوات الله علي أرواحهم، بتلك المنزلة، و النزاهة في البواعث، و قمين بالشخصية المسلمة أن تفيد و تستفيد من هذه الخصال و الخصائص التي انفردوا بها عبر الزمن و بطول التاريخ و عرضه.. فلا يجوز أن يمر ذكرهم عابرا بلا تأس واقتداء، و بلا أخذ شي ء من عطائهم و السير بنورهم: «فبهداهم اقتده..»

لمثل هذا فليعمل العاملون» 61:37.


«وليتنافس المتنافسون» 26:83

«أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين؟» 124:3.

«أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم؟؟؟» 16:9

«و ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه..»