بازگشت

نماذج منهم


ولكنه... قد انتصح عشرات الرجال من المعسكر، و عزموا علي نصرة الحسين... فضلا عمن تأثر فتجنب القتال و اعتزال المعسكر علي خوف و جبن من الانتصار للحقائق التي أدلي بها الامام الحسين. و قد كان من تأثر و مال للنصرة أكبر درجة و أعظم مرتبة بداهة، لأنه هو المهتدي حقا بهدي خطابات الامام و خطابات صحبه و أنصاره الكرام...

و أكبر شخصية تخلت عن المعسكر المعادي هي الشخصية القيادية الأولي البارزة المتمثلة (بالحر بن يزيد الرياحي) الذي قيل ان معه ولده (بكيرا) او (عليا) و قيل معه غلام له...

نزع الحر الي الحرية! و رفض العبودية!. فوصل الي الامام و تاب علي يديه ثم أناب.. ثم جاهد بلسانه كما جاهد بيده، حتي أخلص و وفي وافتدي فأحسن الفداء، اذ قام بالقاء الخطابات، و وعظ أفراد الجيش أكثر من مرة.. (و سنشير


الي ذلك بترجمته المستقلة)...

كما اهتدي كل من الأخوين (سعد بن الحرث الأنصاري) و أبو الحتوف (سلمة بن الحرث) و قيل انهما كانا من الخوارج أيضا، و قد نصرا الامام في الساعات الأخيرة من يوم العاشر... و كذلك جاء أن من المهتدين (بكر بن حي) الذي كان من جند جيش ابن سعد حسبما ذكر عن الاصابة للعسقلاني. [1] .

هذا، والتاريخ لم يسجل أسماء جميع الذين اهتدوا، و هربوا فنصروا الرسالة، بل اكتفي بالقول ان عددهم (ثلاثون رجلا).. و لن يفوتنا هنا ذكر مراسل عمر بن سعد الذي بعثه للامام - قبل يوم العاشر - و هو (قرة بن قيس الحنظلي) الذي وعد حبيب بن مظاهر بالنظر بالعودة للنصرة، دون أن يطلب منه حبيب العوده بطريقة الاجبار أو الاغراء، بل ذكره حبيب بقوله: «ويحك يا قرة! عهدي بك و أنت حسن الرأي في أهل البيت فما الذي غيرك حتي أتيتنا في هذه الرسالة؟!. فأقم عندنا وانصر هذا الرجل.. فقال الحنظلي: «لقد قلت الحق، ولكني أرجع الي صاحبي بجواب رسالته، و أنظر في ذلك.» [2] .

و قيل ان مراسلا لابن سعد، هو رجل من خزيمة، وصل فسأل الامام عما جاء به كما أمره ابن سعد، فأجابه الامام بأن كتب أهل الكوفة هي التي دعته. و أمر المراسل بالعودة الي ابن سعد و اخباره.. لكن الرجل رفض الرجوع و أبي الا أن يبقي معه ليجاهد بين يديه: «يا مولاي من الذي يختار النار علي الجنة؟!! فوالله ما أفارقك حتي ألقي حمامي بين يديك..» [3] فجزاه الحسين خيرا..


پاورقي

[1] وسيلة الدارين ص 111.

[2] الفتوح لابن أعثم، ج 5 ص 156.

[3] وسيلة الدارين ص 219.