بازگشت

حوافزهم و بواعثهم


لقد تأثروا بخطب الامام و كلماته و تذكيراته لهم، بحججه التي كان يكررها علي رؤوس الأشهاد، و بخطب بعض أنصاره و كلماتهم التي أسمعوها الجيش الباغي... و هذا نموذج مما سمعوه من خطب الحسين في يوم العاشر اذ وقف أمام حشودهم و آلافهم و قال من جملة ما قال:

«ألحمدله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال.. «فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته. فلا تغزنكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن اليها، و تخيب طمع من طمع فيها.

و أراكم قد اجتمعتم علي أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، و أعرض بوجهه الكريم عنكم، و أحل بكم نقمته و جنبكم رحمته!!!

فنعم الرب ربنا، و بئس العبيد أنتم. أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول محمد (ص) ثم انكم زحفتم الي ذريته و عترته، تريدون قتلهم!

لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم. فتبالكم و لما تريدون. انا لله و انا اليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين..» هذه من خطبه التوبيخية الاستنكارية.. و من خطبه الاحتجاجية قوله:

«أيها الناس: أنسبوني من أنا، ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها و أنظروا هل يحل لكم قلتي و انتهاك حرمتي؟!! ألست ابن بنت نبيكم صلي الله عليه و آله و سلم، وابن وصيه و ابن عمه، و أول المومنين به و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟!! أوليس حمزة سيدالشهداء عم أبي؟!! أوليس جعفر الطيار ذو الجناحين عمي؟!! أولم يبلغكم أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لي و لأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟!! فان صدقتموني بما.قول، و هو الحق، والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله و يضر به من اختلقه. ان كذبتموني فان فيكم من ان سألتموه أخبركم.. سلوا جابر بن عبدالله


الأنصاري، و أبا سعيد الخدري أو سهل بن سعد الساعدي، أو زيد بن أرقم، أو أنس بن مالك، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لي و لأخي.. أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!! [1] .

انها حجة دامغة.. ولكنهم لا يفقهون!. بل ان شخص الحسين بالذات، دون أن يخطب حجة دامغة عظمي.. و قد سمعوا الكثير من الخطابات قبل يوم العاشر، و سمعوا كلمات الأنصار التي لا مجال لذكرها، و كانت جميعا من باب القاء الحجة.. و لكن لا تغني النذر... كما أنها كانت من باب نصح من يمكن نصحه، و دعوة من يمكن اسهامه في النصرة لانقاذه من سعير جهنم التي فتحت أبوابها لأفراد المعسكر الباغي.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري، ج 4 ص 323 - 322، و تاريخ ابن الأثير ج 3 ص 287 مقطع من خطبة مطولة ألقاها عليهم.