بازگشت

بشير بن عمرو الحضرمي


و قيل بأن اسمه (محمدبن بشير الحضرمي) برواية ابن طاووس في اللهوف ص 36.

أو بشر.. من أهل حضرموت اليمن، قبيلة قحطانية، و هو في عداد كندة


- القبيلة اليمنية المعروفة - جاء من الكوفة بين صفوف الكتائب الأموية ثم مال و معه أحد أولاده الي جهة الامام الحسين (ع) بشجاعة و جرأة و جدارة فائقة. قد سمع خطاب الامام الآنف و كان ممكن وطن نفسه علي عدم الانسحاب أبدا..

لكن خبرا ما بلغه.. و مفاده أن ولده عمرو قد أسرعه الديلم بمدينة الري. فلم يفت ذلك بعضده أو يثبط من عزمه، و رفض الانصياع لرغبة انقاذ ولده حتي سمع يقول:

«عند الله أحتسبه و نفسي.. ما كنت أحب أن يؤسر و أن أبقي بعده!.»

و الحقيقة ان كرهه للحياة لا كرها لأسر ولده كما يتخيل البعض، فكلمته تلك ممعنة بالايحاء الي كونه موطنا نفسه علي الجهاد. شأنه في قوله شأن «خيثمة بن سعد» في قوله للرسول الأعظم (ص) حينما طلب الاسهام بالجهاد مرة أخري بقصد نيل الشهادة التي أفلتت منه ببدر و رزقها أحد أولاده، فقال:

«والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا الي مرافقته في الجنة..»

و هذا لا يعني أنه لم يجاهد من أجل الفكر و المبدأ و احقاق الحق، و انما ذكر ولده تأكيدا لتصميمه علي القتال في سبيل الله...

لقد سمع الامام قضية بشير الحضرمي هذا، فأذن له بحكم عذره الكبير، فقال: «رحمك الله، أنت في حل من بيعتي فاذهب و اعمل في فكاك ابنك..» [1] فتصلب بشير و أكد حتمية نصرته مهما بلغت حراجة الموقف، فقال:

«أكلتني اذن السباع حيا ان أنا فارقتك، و أسأل عنك الركبان و أخذلك مع قلة الأعوان!. لا يكون هذا أبدا يا أبا عبدالله.» [2] .


و قيل ان ولده الذي كان معه و هو (محمد) سلمه الامام أثوابا ثمينة جدا و أمره بفك أسر أخيه.

و قيل ان محمدا بن بشير هذا ممن استشهد بكربلاء. أي أنه لم يذهب لاطلاق سراح أخيه خشية فوات أوان الجهاد بين يدي الامام الحسين (ع).

و لقد تلاحظ شدة ارتباط بشير بالقضية الحسينية العادلة، و مدي تفانيه للحق الحسيني و حبه لشخص الامام القائد بالذات... خصوصا حين تخيل كونه يذهب لارجاع ولده وفي الطريق يضل يسأل من يصادفهم بلهفة عارمة و شوق مولم ممض عن خبر الحسين فلا يحصل علي اطمئنان أبدا، و لا يخبره أي راكب يصادفه بحقيقة الأمر.. اذن فلن يترك موقفه أبدا.. «و أسأل عنك الركبان!.» فالموت أحب اليه من ذلك الخذلان.. «أكلتني اذن السباع حيا»


پاورقي

[1] اللهوف لابن طاووس، ص 36، و أعيان الشيعه، ج 4 ق 1 ص 209.

[2] وسيلة الدارين ص 110.