بازگشت

بنو هاشم يجيبون


و أجاب بنو هاشم، شباب محمد (ص)... و عقبوا علي ذلك الخطاب بأن هبوا و شمروا عن سواعدهم و شهروا سيوفهم مبالغة في التفاني و الافتداء باخلاص ووفاء، و تقدمهم العملاق المحمدي (العباس بن علي أميرالمؤمنين) و قال و هم معه علي نفس القول الواحد و الرأي الواحد:


«لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك؟!! لا أراد الله ذلك أبدا..» [1] .

و التفت الامام الي آل عقيل - اخوة المبعوث مسلم و أولاده - فخصهم بكلمة الانصراف علي اذن منه، و اختصهم بالقول «حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم..» غير أنهم لم يقهروا فيتركوا الجهاد بسبب مقتل مسلم، لأنهم قد وطنوا أنفسهم علي ما يمضي عليه الامام منذ البداية، و لذلك قالوا بلهجة التعجب و الاباء:

«سبحان الله، فما يقول الناس لنا و ما نقول لهم؟؟؟ انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام و لم نرم معهم بسهم و لم نطعن معهم برمح و لم نضرب معهم بسيف و لا ندري ما صنعوا؟!! لا والله ما نفعل.. ولكننا نفديك بأنفسنا و أموالنا و أهلينا و نقاتل معك حتي نرد موردك. فقبح الله العيش بعدك..» [2] لم تكن العقبة التي تحول بينهم و بين الرجوع هي ما سيقوله الناس فيهم و لهم كما ابتدأوا كلامهم..

و ليس الخوف من الناس كان سبب بقائهم. فالذي يحب النجاة والحياة الذليلة و التشبث بالدنيا لايعير لوم الناس أي اهتمام أبدا.. ولكنهم قالوا: «فما يقول الناس لنا، و ما نقول لهم.» من باب العتاب المهذب لسيدهم و امامهم الحسين عليه السلام، و من باب استعطافه، مشيرين الي أبسط الأمور التي تعيب الهارب من الجهاد و المنسحب من المعركة..

و الحقيقة ان كافة آل الحسين - آل الرسول الأعظم - كانوا علي جانب كبير من الصلابة في مواقفهم التي تتحدي صروف الزمان و خطب الأيام، و تقف بالمرصاد لمن يتعدي علي حرمات الله و حرمات رسوله...

و قد انطلقوا يحفون بقائدهم الأغر، بلا تلكؤ أو تردد من المدينة فمكة


حتي بلغوا وسط العراق علي بركة اله، وفق ما يقرره الامام العظيم يسيرون، و حسب طلباته يعملون.. فهم مع الله، و بهدي عميد أسرتهم حبيب الله، و بقيادة سبطه المفدي..

و هم عصبة و جماعة لاتترك الطاعة... و هم مع الحسين علي الراي الرسال الأمين، بالكلمة الحرة و الخطوة الشجاعة..


پاورقي

[1] تاريخ الطبري ج 4 ص 318 وابن طاووس ص 35.

[2] الطبري أيضا و ابن الأثير، وابن طاووس، وابن کثير ج 8 ص 177 - 176.