بازگشت

الذين التحقوا خفية بين صفوف الكتائب الأموية


و ثمة بواسل من شيعة الكوفة أهل البصائر و الاخلاص الخطير، كانوا في حيرة من الأمر.. و فكروا مليا بكيفية الالتحاق بامام الأمة و سيدها المعظم و رأوا بادي ء الأمر أن الخروج من الكوفة الي كربلاء أمر يعرض الفرد للهلاك؛ أو يحول دون بلوغ النصرة و نيل الهدف. فاختار - كل منهم علي انفراد، أو معه نصير ثان - أن ينضم في صفوف الجيش الأموي المجهر لحرب الامام، حتي اذا ما وصلوا كربلاء و قابلوا جبهة الأنصار النبلاء و قائدهم الأغر، تلمسوا الفرصة الكفيلة بسلامة هدفهم و وصولهم الي معسكر الحق.. و هكذا كان، فقد تم ذلك علي ما يرام، و كان منهم أصحاب الأسماء التالية:

(ضرغامة بن مالك)، و (قاسم بن حبيب الأزدي)، و (نعمان بن عمرو الراسبي) و أخوه (الحلاس الراسي)، و (مالك بن عبد بن سريع الجابري) و (سيف بن الحارث بن سريع الجابري) و هما الجابريان و (مسعود بن الحجاج) و ولده (عبد الرحمن بن مسعود). ثم (عمار بن أبي سلامة الدالاني) الذي مر ذكره اذ حاول اغتيال ابن زياد في النخيلة [1] ، لكن ابن زياد كان قد أحاط نفسه بجلاوزته و جلاديه من بين يديه، مما اضطر عمارا هذا الي السير مع الجند في الكائب التي سرحها العدو، حتي اذا ما سنحت الفرصة قفز من معسكر العبودية الي جبهة الحرية...

أولئك و غيرهم قد استخدموا الكتائب العسكرية الضالة مطية لهم توصلهم الي حيث الحسين سيد الأحرار و قائد الثوار..

ولا شك بأن هذه العملية خطيرة و رهيبة لا يقدم عليها الا من امتحن الله


قلبه للايمان... فليس يسيرا أن ينقل فرد ما خطي فرسه من معسكر الي آخر في وضح النهار أو تحت جنح ظلام اليل الدامس، لولا الدافع الداخلي الحبيس، و لولا القوة العقيدية و الايمانية المنفعلة التي تحتاج الي التنفيس، و لا غير ركوب الجهاد المرير من منفس لها أبدا...

فقد انسلوا سرا، و انفصلوا علنا.. حتي بلغوا مخيمات ذوي الحق الرسالي و كلهم تحد للحكم الفاسد، و تحد للوجود الأموري ككل... و بقي في الجيش الأموي عدد ممن ينتظرون الساعات الأخيرة، ليروا الي أي حد يبلغ الانحراف، كيما يبادروا بالانطلاق نحو الحسين. و سنذكرهم ببداية باب - الساعات الأخيرة -


پاورقي

[1] أنساب الأشراف للبلاذري ج 3 ص 180.