بازگشت

منهم من اصطحب عائلته


والملفت للنظر، و العجيب بنفس الوقت، أن بعض من انطلقوا الي كربلاء من الكوفة كانوا قد اصطحبوا معهم عوائلهم.. و هي عملية ثقيلة و شديدة الوطأة علي الملتحق، اذ يترتب عليها مخاطر كبيرة لا تهون، و قد لا تضمن سلامة الوصول و تأكيد الاسهام في النصرة. غير أنهم كانوا علي كفاءة و قوة و مراس و بأس بحيث لم يبالوا بشنائع العدو، و لم يكترثوا لاساليبه التعسفية..

و كان أبرز شخصية مجاهدة رافقها أعضاء العائلة - حتي الخادمة - البطل العقائدي (مسلم بن عوسجة الأسدي) و (عبدالله بن عمير الكلبي) الذي أخبر زوجته بأنه عازم علي نصرة الحسين و قد أزمع الخروج من الكوفة، فما ان سمعت حتي تلهفت و عقبت بقولها: «أصبت، أصاب الله بك أرشد أمورك.. افعل و أخرجني معك.».. ثم كان الخروج ليلا تحت جنح الظلام.. و هي أم وهب، و وهب الكلبي لا بد أنه ولدها اذ كان من ضمن أنصار الحسين (ع) و لعله خرج مع والده و والدته.

كما أن (جنادة بن الحارث الأنصاري) وهو الآخر خرج مع عائلته و وصل الي جبهة الثورة، حتي أنه عندما أستشهد قامت زوجته بتحريض ولدها عمرو و سلحته فانطلق للمعركة بعد اذن الامام...

و هكذا التحق أولئك و محركهم الفعال كامن في داخلهم، و باعثهم الوحيد الروح الايمانية النادرة المثيل البعيدة التشبيه التي لا نظير لها، حدث بهم ذواتهم


بلا تردد أو جبن، و بلا اغراء مسبق أو اكراه، لنصرة أكرم سيد...