بازگشت

السيطرة علي الوضع


تم ضبط الحدود و أحكمت السيطرة علي الكتائب، و تم اقفال مداخل الكوفة و الهيمنة علي كل الجيش الذي كان يصل تحت القيادات للانضمام الي القيادة العامة الأموية العليا لحرب الحسين عليه السلام، حيث يترأسها عمر بن سعد بن أبي وقاص.. فقد وضع العدو حدا لمن يتهرب، و ربما تمكن من معرفة و ارجاع من هربوا حينما عادوا الي بيوتهم في الكوفة..


و هكذا!.. كانت كلها حياة ظلم و جور و عنف و ارهاب و طمع.. فمنطق الدنانير و لغة الساط، و التعامل بالخوف، كله ساد يومذاك حتي سيطر، كأمر لا مناص منه و حال صعبة لا محيد عنها. و نحن لا فرصة لنا للاطالة و التوسع هنا، و حسبنا الاشارة الي أن الحاكم الأموي في الكوفة نفسه ابن زياد و القائد الأعلي للجيش نفسه ابن سعد قد كانا أسري أساليب الاغراء و الارهاب فضلا عن مشاهير عملائهما.. قمعروف أن ابن زياد نفسه قد وصله تهديد رهيب اذا ما تهاون في قتل الامام و كان قد كتب له و الي مكة - عمرو بن سعيد الأشدق الأموي - فيقول برسالته:

«أما بعد، فقد توجه اليك الحسين، و في مثلها تعتق أو تكون عبدا تسترق كما تسترق العبيد!.»؛

و معروف ما أغري به ابن زياد قائده ابن سعد حيث (ملك الري) و سلطان جرجان.. حياة كلها ارهاب و اغراء و أناس كلهم أسري ذلك الشر وخطرات الشيطان، و نزعات ابليس، من الجندي الي القائد الكتيبة الي القائد العسكري الأعلي فالأمير الوالي، أحدهم يغري الآخر، و بعضهم يهدد البعض و يرهبه «و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون»..

و بالرغم من الخطر المحدق و الحراسة المشددة فان الشيعي العظيم كان يخترق النطاق نحو الامام الحسين لنصرته.