بازگشت

دعوة الضحاك المشرقي


و هذه الدعوة التي أكدتها كتب التاريخ، للضحاك بن عبدالله المشرقي، هي أيضا فها دلالة كبيرة علي أن الامام كان يطلب من يتحرك وحده و بوحي ضميره و قوة روحه، و يدعوه للهدي و القاء الحجة، فالضحاك هذا حينما دعاه الامام بمكان أثناء الطريق كان مترددا و جل القلب متوجسا، الأمر الذي يفسر اشتراطه في تأدية واجب النصرة و الجهاد، و لو أنه لا شرط في الواجبات و لا اختيار في المسؤوليات. لكن الامام لم يرد أن يجبره أو يغريه. و بماذا يجبره أو


يغريه بغير مبادي ء الرسالة الخلاقة؟!! فقد سمح للضحاك أن يقول بأنه: ينصره ما كان ذلك مفيدا للدفع عنه - عن الامام - و ان لم يفد و ينفع فهو في حل من الانصراف [1] .. و قيل انه وصل الي كربلاء، ثم انصرف هاربا أثناء القتال بعد أن فسح الامام له المجال حسب شرطه الذي طلبه.. و قد روي للتاريخ ما شهده.. بيد أننا نشك في كونه وصل الي كربلاء ثم انسحب. لكن المقام لا يسع الحديث. و سوف نتعرض له في كتاب آخر عن الأنصار.

و من خلال تلك الحالات من الدعوات يتبين سمو منزلة رجال كزهير و ابن عمه، أو كمجموعة رجال اليمن، و باقي الرجال سواء ممن دعاهم الامام أو ممن التحقوا بقوة قلب ثابت قدير لا يخفق و لا يضطرب و لا يقلق من بذل مهجته في معترك الحق و معركة الحقيقة مع خصومها.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري، ج 4 ص 339، و أنساب الاشراف للبلاذري تحقيق الشيخ محمدباقر المحمودي ج 3 ص 197 بيروت 1397 ه.