بازگشت

لقاء بعمرو المشرقي و ابن عمه


التقي الامام في (قصر بني مقاتل) بعمرو بن قيس المشرقي، و بابن عم له كان معه، فسلم علي الامام و قد لو حظ الشيب علي كريمته الشريفة، قال ابن


قيس: «يا أبا عبدالله هذا الذي أري خضابا؟. فأجابه علي سواله: «خضاب، و الشيب الينا بني هاشم أسرع و أعجل.» ثم ان الامام سألهما بقوله: «أجئتما لنصرتي [1] ؟.» فأجابا بالنفي و الاعتذار: «لا، انا كثيروا العيال، و في أيدينا بضائع للناس، و لم ندر ماذا يكون. و نكره أن نضيع الأمانة.» فأهملهما الحسين و تركهما و شأنهما في التشبث بأطراف الحياة الدنيا. لكنه أرشدهم بلطف منه الي الابتعاد عن الواقعة فقال: «انطلقا فلا تسمعا لي واعية، و لا تريا لي سوادا، فانه من سمع و اعيتنا أو رأي سوادنا فلم يجبنا أو يعنا، كان حقا علي الله عزوجل أن يكبه علي منخريه في النار.»

.. و هكذا فقد تركهما مع ذواتهما و ما تمليه عليهما مداركهما و ارادتهما فتتحكم بالضمير و الوجدان، فضلا عن التحكم التعسفي بارادة الشريعة و متطلبات الرسالة، اذ كانوا لا يجدون أنهم محكومون بها و انما هي محكومة لهم ان شاووا فعلوا و ان شاؤا اعتذروا بكثرة العيال و زعم حمل بضائع و أموال، و كأن غيرهم لا ملك له و لا أهل من هم حول الحسين!!! ألم يعلموا ما قاله الله: «اعلموا أنما أموالكم و أولادكم فتنه؟» فقد فتن عمرو وابن عمه و آثرا اللعب و اللهو: «انما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر..» 20:57.


پاورقي

[1] کتاب حياة الامام الحسين للقرشي ج 3 ص 89 - 88 نقلا عن رجال الکشي.