بازگشت

رؤيا المصير


أما هنا فالمنطقة تدعي (الثعلبية) انتهي اليا السائرون في وقت المساء، و لقد غطت عينا الامام سلام الله عليه في لحظات من الكري فشاهد رؤيا أثناءها، ففتح عينيه علي أثرها، واسترجع قائلا: انا لله و انا اليه راجعون... فهو و رهطه و أنصاره لابد الي الله راجعون، لاسيما و الرؤيا صريحة الدلالة:

«رأيت فارسا وقف علي، و هو يقول: أنتم تسيرون والمنايا تسرع بكم الي الجنة. فعلمت أن أنفسنا قد نعيت الينا.» وروي كلامه الشريف بلفظ آخر كالعادة... فبادر نجله الحبيب علي الأكبر سلام الله عليه قائلا بتفاؤل: «يا أبه، أفلسنا علي الحق؟. فأجابه الأب العظيم: «بلي يا بني، والذي اليه مرجع العباد.» فعاود الأكبر و شدد من تفاؤله ثم تفانبه: «يا أبه، اذا لا نبالي


بالموت..» و ما كان من الأب القديس، الا أن شكر لنجعله عدم مبالاته بالفناء في ذات الله من أجل الحق، بقوله:

«جزاك الله يا بني عني خير ما جزي به ولدا عن والده» [1] .

و بديهي أن الشباب الهاشمي جميعا علي صرامة في الحق لا تتزعزع. فهم أهل الرسالة و ثقلها محمول علي عواتقهم، فلا يهمهم ان وقعوا علي الموت أو وقع الموت عليهم...

تلك هي مجموعة الحالات التي أسميناها بغير المباشرة، نسبة للمباشر من الحالات الآتية.

و لقد كانت كل واحدة منها بمثابة تنبيه و ايعاز، و استفزازات للأخطار، و تصفية و تمحيص، حتي أن بعض النفعيين أو ضعفاء النفوس كانوا ينسلون و يتقهقرون الي الوراء، في كل حالة أو موقف، و في كل مرحلة أو منطقة، أفرادا كانوا أو جماعات.

و قد كان تلك المواقف، مبعثرة متفرقة، جمعناها تحت فصل واحد، بلا اعتبار للتسلسل، و قد لا تكون وفقا لتعاقب المناطق عبر الطريق.

علي أن التمحيص لم يكن كاملا، فما برح بعضهم يسير كأنه من الأنصار الأبطال... و سيتم كامل التصفية فيما بعد... ذلك و ان الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون، و سينتقي لضربهم أقوي عباده، و ينتخب أصلبهم ايمانا و يرشح أخلصهم اندفاعا:

«و ليعلم الله الذين آمنوا منكم، و يتخذ منكم شهداء...

والله لا يحب الظالمين..»



پاورقي

[1] الفتوح ج 5 ص 123 و بحارالأنوار ج 44 ص 380 - 379 و غيرها بعدة صيغ.