بازگشت

رغم كل الخطر


هنا سنطلع علي حالتين أيضا، لكنهما مستقلتان تشيران لمعالم الخطر.

الأولي: حيث كان الركب قد وصل (وادي العقيق).. و كان بشر بن غاب، من بني أسد، قادما من العراق، فسأه الامام عن الأوضاع، فصرح ابن غالب بكون قلوب الناس معه و سيوفهم عليه مع بني أمية.. فقال لامام الحسين سلام الله عليه: «صدقت يا أخا العرب. ان الله تبارك و تعالي، يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد.» [1] .. فلا مناص من يوم خط بالقلم.

و قد عرف كل من سمع فحوي القضية و مآل المصير، و ماذا ينتظر الركب ما بعد المسير.

الثانية: اذ يصل الركب الي منطقة (ذات عرق). و قيل في (الثعلبية) يتقدم رجل.عرابي يعرف ب (أبي هرة) فيسلم علي الامام و يقول - كما قال الأولون -: «يا ابن رسول الله ما أخرجك من حرم الله و حرم جدك (ص)؟؟!! فكلامه هو الآخر عن غير بصيرة أو اعتبار لكل ما هو بعيد المدي... و علي كل حال فقد أجابه الامام، و سمع الأعرابي حسب وعيه و قدرته و قابليته.. أجابه بقوله: «يا أبا هرة، ان بي أمية اخذوا مالي فصبرت، و شتموا عرضي فصبرت، و طلبوا دمي فهربت. و أيم الله يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية، و ليسلبسهم الله ذلا شاملا، و سيفا قاطعا، و ليسلطن عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل من قوم سبأ اذ ملكتهم امرأة منهم فحكمت في أموالهم و دمائهم» [2] .


وانصرف الامام، و هو ملتاع حزين من هؤلاء الناس الذين لايملكون و عيا لنصرة الحق آثروا العافية و كرهوا الجهاد في سبيل الله.» [3] .

تلك الحالة، تفيد كل فرد من السائرين حسب نواياه.. انها تستفزه أو تثبط عزيمته، فتؤثر بتفاوت في كل واحد حسب مبتغاه..


پاورقي

[1] الفتوح ج 5 ص 120 و اللهوف ص 27 باختلاف بسيط.

[2] الفتوح لابن اعثم ج 5 ص 214 - 123 او اللهوف ص 27 و بحار الأنوار ج 44 ص 368.

[3] حياة الامام الحسين ج 3 ص 30 - 29 و الوثائق الرسمية لثورة الامام الحسين ص 76 و وسيلة الدارين ص 58 - 57.