بازگشت

رأس الامام الحسين عند يزيد


أمر ابن زياد بارسال رؤوس الشهداء جميعا، و في مقدمتهم رأس الامام الحسين، الي يزيد، و هناك تكرر منظر القصر بالكوفة في قصر يزيد بدمشق، و كما فعل ابن زياد برأس الامام الحسين، فعل طاغيته يزيد، فلقد دعا كبار رجال بلاطه الشاميين فأجلسهم حوله، ثم دعا بارأس الشريف و وضعه في طست من ذهب، و كانت النساء خلفه، فقامت سكينة و فاطمة يتطاولان النظر، و يزيد يستره عنهما، فلما رأينه صرخن بالبكاء، ثم أذن للناس أن يدخلوا و أخذ يزيد القضيب ينكث ثغر الحسين، و يقول: يوم بيوم بدر، و روي أن أبا برزة الأسلمي قال: «أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه و ثنايا أخيه، و يقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة، قتل الله قاتلكما و لعنه و أعد له جهنم و ساءت مصيرا»، و في رواية أخري أن أبابرزة الأسلمي قال ليزيد: أما و الله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذا، لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم يرشفه، ثم قال: ألا ان هذا سيجي ء يوم القيامة و شفيعه محمد صلي الله عليه و سلم و يجي ء شفيعك ابن زياد، ثم قام فولي، و عن أبي الدنيا بسنده عن جعفر قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد، و عنده أبوبرزه، و جعل ينكث بالقضيب، فقال له: «ارفع قضيبك فلقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم يلثمه» [1] ،


و في رواية: «ارفع قضيبك فطال و الله ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم يضع فهم علي فمه يلثمه».

غير أن لئيما من لئام الشام انبري فجأة يلعن الامام الحسين و أباه الامام علي، و العياذ بالله، تزلفا منه لسادته الامويين و ثقة منه أن أحدا لن ينكر عليه سفاهته و خسته، و لكن أبي الله الا أن يخيب فأله، و طبقا لرواية ابن الأثير في أسد الغابة، فان صاحب رسول الله صلي الله عليه و سلم واثلة بن الأسقع، يقوم قائلا «و الله لا أزال أحب عليا و الحسن و الحسين و فاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يوم، و قد جئت رسول الله صلي الله عليه و سلم في بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه علي فخذه اليمني و قبله، ثم جاء الحسين فأجلسه علي فخذه اليسري و قبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي، ثم قال: انما يريد الله أن ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» فوجم القوم، و لم يستطع أحد منهم أن يرد علي واثلة قوله.


پاورقي

[1] روي أبواسحاق الاسفرايني في کتابه «نور العين في مشهد الحسين» عدة قصص في هذا الصدد، منها قصة الحبر اليهودي الذي دخل علي يزيد، و الرأس أمامه و لما عرف قصة الامام الحسين قال ليزيد: ان بيني و بين البني داود أربعين جدا، و اليهود يعظمونني و يتبرکون بي، و أنتم بالأمس کان محمد فيکم نبيا کريما، و اليوم قتلتم أولاده و سبيتم حرمه، ثم سحب سيفه علي يزيد و کاد أن يقتله ثم أسلم بعد ذلک، و قصة أخري عن رسول قيصر ليزيد و الذي حضر فوجد الرأس أمام يزيد و عندما عرف قضية الامام الحسين و نسبه قال ليزيد: أف لک و لتدينک يا يزيد، الآن ديني أحسن من دينک، ثم أعلمه أن النصاري يعظمونه لأن جده کان من حواري داود، و يأخذن من تراب أقدامه تبرکا به، و أنتم تفعلون بابن نبيکم هذه الفعال و ما بينه و بينه جد واحد، فأي دين دينکم «يعني يزيد» هذا، ثم قص عليه عدة قصص تمجد فيها النصاري المسيح، ثم أسلم، الي آخر القصص التي رواها الأسفرايني.