بازگشت

آل البيت ما بين كربلاء و الكوفة


تجمع المصادر جميعا علي أن عمر بن سعد بن أبي وقاص، قائد جيش اللئام في كربلاء، ما أن انتهي من مجزرته الدنيئة في كربلاء، حتي أمر بقطع رؤوس الشهداء من آل البيت، ثم رفعت الرؤوس الشريفة علي الرماح، تشفيا و حرصا علي مرضاة ابن مرجانة، أو أن عمر فعل فعلته الدنيئة تنفيذا لأمر سيده و أميره عبيدالله بن زياد، ثم سرعان ما أمر القائد المسلم القرشي «و يا للعار» بأن تحمل رؤوس آل بيت النبي صلي الله عليه و سلم و نساء بني هاشم، سادة قريش و العرب جميعا، بل و العجم، في الجاهلية و الاسلام، الي ابن الدعي عبيدالله بن زياد، أمير الكوفة، من قبل الفاجر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و هكذا فان عمر هذا لم يمنعه دينه بمحمد صلي الله عليه و سلم و لم يمنعه شرفه القرشي، و لم تمنعه صحبة أبيه لرسول الله صلي الله عليه و سلم جد هؤلاء الشهداء، لم يمنعه شي ء من هذا كله، أن يرتكب كل تلك الخطايا و الآثام، و زاد الطين بلة، أن عمر هذا، و كأن كل ما فعله لم يره كافيا لمرضاة مولاه و سيده ابن مرجانة من ابن سمية، فاذا به يأمر بأن يمر موكب النساء و الصبيان من آل محمد صلي الله عليه و سلم، حواسر، علي جثث الشهداء، فما أن تطلعت سيدات بيت النبوة علي هذا المشهد المخيف حتي و لولن، و ارتفعت أصواتهن بالعويل و البكاء، و لما وقع بصر العقيلة الطاهرة السيدة زينب علي جثة شقيقها


مولانا الامام الحسين، صرخت متفجعة تنادي جدها رسول الله صلي الله عليه و سلم و هي تقول: «يا محمداه! صلي الله عليك و ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مزمل بالدماء مقطع الأعضاء، يا محمداه و بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة، تسفي عليها الصبا»، فأنشجع الجميع بالبكاء، حتي الأعداء.

و ما أن وصل الموكب المهيب الي الكوفة، و التي كانت منذ عهد قريب، مقر الخلافة لآل البيت، علي أيام الامام علي، كرم الله وجهه في الجنة، و الامام الحسن، عليهماالسلام، حتي أمر اللئيم ابن زياد بأن يطاف برؤوس الشهداء و سيدات البيت النبوي الشريف في أحياء الكوفة، قبل أن ترسل الي الفاجر يزيد في دمشق، و هكذا رأي المسلمون في الكوفة رأس سبط النبي صلي الله عليه و سلم و سيد شباب أهل الجنة، و بقية رؤوس شباب آل محمد صلي الله عليه و سلم علي الحراب، كما رأوا أميرهم ابن زياد يسبي نساء آل محمد صلي الله عليه و سلم، كما يسبي الرقيق، و علي رأسهم عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، بنت سيدنا و مولانا رسول الله صلي الله عليه و سلم، و فيهم ذلك بنأت الامام الحسين و نسائه، فاستخزي من استخزي ممن لا يزال فيهم بقية من ايمان بالله و رسوله صلي الله عليه و سلم و فرح من فرح ممن لا دين لهم و لا خلق، و صاحت السيدة أم كلثوم: يا أهل الكوفة أما تستحون من الله و رسوله أن تنظروا الي حرم النبي، ثم نظرت العقيلة الطاهرة زينب بنت علي، الي الكوفة ثم قالت، كما جاء في نور الأبصار، «يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر و لختل، أتبكون، فلا سكنت العبرة، و لا هدأت الرنة، و انما مثلكم مثل التي «نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم» فابكوا كثيرا، و اضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها و شنارها، فلن ترحضوها بغسل أبدا، و أني ترحضون، قتل سليل خاتم النبوة، و معدن الرسالة، و منار حجتكم، و سيد شباب أهل الجنة، أتدرون أي كبد لرسول الله صلي الله عليه و سلم فريتم، و أي دم له سفكتم، و أي كريمة له أبرزتم، لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه، و تنشق الأرض، و تخر الجبال هدا».