بازگشت

اخبار النبي بمقتل الحسين


كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم يري بنور الله ما تضطرم به نفس حفيده الحسين من شدة في الحق، و استعدا للفداء بنفسه و ماله و ولده و أهله في سبيل الله و جهاد الظالمين، فلقد أخرج الامام أحمد بسنده عن أم سلمة قالت كان جبريل عليه السلام عند النبي صلي الله عليه و سلم و الحسين معي فبكي فتركته فدنا من النبي صلي الله عليه و سلم فقال جبريل: أتحبه يا محمد، فقال نعم، فقال ان أمتك ستقتله، و ان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، فأراه اياها، فاذا الارض يقال لها كربلاء، و أخرج الامام أحمد و أبو يعلي و البزار و الطبراني عن عائشة أو أم سلمة، شك الراوي، أن النبي صلي الله عليه و سلم قال لاحداهما: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي: ان ابنك هذا حسين مقتول، و ان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، فأخرج تربة حمراء.

و عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلي الله عليه و سلم جالسا اذ أقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكي، و قال الي الي فأجلسه علي فخذه اليمني، ثم أقبل الحسين عليه السلام فلما رآه بكي و قال مثل ذلك فأجلسه علي فخذه اليسري، ثم أقبلت فاطمة عليهاالسلام فلما رآها بكي و قال مثل ذلك و أجلسها بين يديه، ثم أقبل علي عليه السلام فلما رآه بكي و قال ذلك و أجلسه الي جانبه الأيمن، فقال له أصحابه يا رسول الله، ما تري واحدا من هؤلاء الا بكيت، فقال ما علي وجه الأرض نسمة أحب الي منهم، و انما بكيت لما يحل بهم من بعدي و ذكرت ما يصنع بهذا ولدي الحسين، كأني به و قد استجار بحرمي و قبري فلا يجار، و يرتحل الي أرض مقتله و مصرعه، أرض كربلاء، تنصره عصابة من المسلمين أولئك سادات شهداء أمتي يوم القيامة، فكأني أنظر اليه و قد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما، ثم انتحب و بكي و أبكي من حوله و ارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثم قام و هو يقول «اللهم اني أشكو اليك ما يلقي به أهل بيتي بعدي»، و أخرج الامام أحمد و أبو يعلي و البزار و الطبراني عن عبدالله بن نجية عن أبيه أنه سار مع علي، و كان صاحب مطهرته، فلما حاذي


نينوي، و هو منطلق الي صفين، فنادي: اصبر أبا عبدالله بشط الفرات، قلت و ماذا، قال دخلت علي النبي صلي الله عليه و سلم ذات يوم و عيناه تفيضان، قلت يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينك تفيضان، قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني: أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال: هل لك الي أن أشمك من تربته، قال «قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاظتا».