بازگشت

بكاء الرضا علي الحسين


روي الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا عليه السلام أنه قال إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم و القتال فاستحلت فيه دماؤنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و أضرمت النار في مضاربنا و أنهب ما فيه من ثقلنا و لم ترع لرسول الله صلي الله عليه و آله حرمة في أمرنا أن يوم الحسين أقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذل عزيزنا بأرض كرب و بلاء و أورثنا الكرب و البلاء إلي يوم الانقضاء فعلي مثل الحسين فليبك الباكون.

روي الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال دخل دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله علي أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام بمرو فقال له يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة و آليت علي نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك فقال عليه السلام هاتها فأنشده:



مدارس آيات خلت من تلاوة

و منزل وحي مقفر العرصات



فلما بلغ إلي قوله:



أري فيئهم في غيرهم متقسما

و أيديهم من فيئهم صفرات



بكي أبو الحسن الرضا عليه السلام و قال له صدقت يا خزاعي. حداد بني هاشم و نسائهم علي الحسين عليه السلام حتي قتل ابن زياد

عن الصادق عليه السلام أنه قال ما اكتحلت هاشمية و لا اختضبت و لا رئي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتي قتل عبيد الله بن زياد.

و عن فاطمة بنت علي أمير المؤمنين عليه السلام أنها قالت ما تحنات امرأة منا و لا أجالت في عينها مرودا و لا امتشطت حتي بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد.و روي ابن قولويه في كامل الزيارة بسنده عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: ما اختضب منا امرأة و لا أدهنت و لا اكتحلت و لا رجلت حتي أتانا رأس عبيد الله بن زياد و ما زلنا في عبرة بعده و كان جدي «يعني علي بن الحسين عليهماالسلام» إذا ذكره بكي حتي تملأ عيناه لحيته و حتي يبكي لبكائه رحمة له من رآه.