بازگشت

شجاعته


أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان و بطولة الأبطال و فروسية الفرسان من مضي و من سيأتي إلي يوم القيامة، فهو الذي دعا الناس إلي المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتي قتل مقتلة عظيمة، و هو الذي قال فيه بعض الرواة: و الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جاشا و لا أمضي جنانا و لا أجرأ مقدما منه و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله و إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزي إذا شد فيها الذئب، و لقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، و هو الذي حين سقط عن فرسه إلي الأرض و قد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية و يفترص العورة.و يشد علي الشجعان و هو يقول: أعلي تجتمعون، و هو الذي جبن الشجعان و أخافهم و هو بين الموت و الحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف و أرعد.و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي:



عفيرا متي عاينته الكماة

يختطف الرعب ألوانها



فما أجلت الحرب عن مثله

قتيلا يجبن شجعانها



و هو الذي صبر علي طعن الرماح و ضرب السيوف و رمي السهام حتي صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ و حتي وجد في ثيابه مائة و عشرون رمية بسهم و في جسده ثلاث و ثلاثون طعنة برمح و أربع و ثلاثون ضربة بسيف.