بازگشت

عظمة البطولة


هذا جانب من العظمة أشد ما يكون وضوحا عند الحسين (ع)، و ربما لم يظهر عند غيره بالروعة التي نراها عنده، و لعل أبرع مواقف بطولة الحسين (ع)، هذا الموقف الذي يقول فيه...

(قوموا رحمكم الله الي الموت الذي لابد منه، فان هذه السهام رسل القوم اليكم؛ فاقتتلوا ساعة من النهار حملة و حملة، حتي قتل من أصحاب الحسين عليه السلام جماعة. فعنده ضرب الحسين (ع) يده الي لحيته و جعل يقول. اشتد غضب الله علي اليهود اذ جعلوا له ولدا، و اشتد غضبه علي النصاري اذ جعلوه ثالث ثلاثة، و اشتد غضبه علي المجوس اذ عبدوا الشمس و القمر دونه، و اشتد غضبه علي قوم اتفقت كملتهم علي قتل ابن بنت نبيهم، أما و الله لا أجيبهم الي شي ء مما يريدون حتي ألقي الله و أنا مخضب بدمي)..

محل الروعة البالغة أو بلاغة الروعة في قوله (قوموا الي الموت رحمكم الله) و في قوله (اما و الله لا أجيبهم الي شي ء مما يريدون حتي القي الله تعالي و أنا مخضب بدمي)...

هاتان الفقرتان اللتان ترسمان بكل وضوح نفسية الحسين (ع) غير هياب و لا وجل و لا شكس و لا وكل. يدعو أصحابه الي الموت كأنما هو يدعوهم الي مأدبة لذيذة، و لقد كنت لذيذة عنده حقا، لأنه و هو ينازل الباطل يرتسم له برهان ربه الذي هو مبدؤه، و يسمع صوت الله الذي هو صوت ضميره، ثم يشد علي القوم، و هو لا يري بناظريه الا هذه الكلمات الثلاث...

الله. رسوله. القرآن