بازگشت

عظمة البلاء


و هذا جانب آخر من عظمة الامام الشهيد، و لكنه أنبلها جميعا و ذلك، اذا


رأينا كيف يفقد المبدأ و الصراحة و المضاء ما فيها من معاني النبل اذا أرضت صاحبها شهوة أو أقنع منفس، أو أجاب الي دنيا. و ليست تفقد معناها فحسب بل ينقلب النبل فيها عابا، و الشرف حطة. فكان الاباء حجر الاساس و ركن الزاوية. و كذلك أبي الامام (ع) الا الاباء. و نطق بها كلمة تفرق منها نفس العاتي و تضؤل معها كبرياء الظالم (لا و الله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل، و لا أفر فرار العبيد، يا عباد الله اني عذت بربي و ربكم أن ترجمون، أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)...

ثم أناخ راحلته، و ركب فرسه، و تهيأ للقتال...



أعظم به بطلا لم يعط متضعا

يد الصغار و أعطي دونها الراسا



كذلك الحر يستعدي الممات علي

عيش الدنية اذلالا و اركاسا



أكرم بها خلة كانت لنا نهجا

ثم استمرت علي الايام نبراسا



و كذلك أبي بعز النبوة و عز الشخصية، و أبي التاريخ من ورائه أني يقر لمثله أو يعرف مثله، فلقد علم الرجال الرجولة، و علمهم نبل الاباء، و أسمعوا بطل بني الزبير (مصعب) كيف يقول حينما تولهت امرأته سكينة بنت الحسين (لم يبق أبوك لابن حرة عذرا.



و ان الألي بالطف من آل هاشم

تآسوا فسنوا للكرام التآسيا)



و هكذا أبي عليه السلام، الدنيا و لذائذها و بلهنية الحياة و رخاء العيش، لان اللذة الحقيقية استجمعت عنده في شي ء وراء أباطيل الحياة و أهوائها الضالة. و من كان له مبدؤه لا يدرك لذة الا به، و لا سعادة الا بتحقيقه، و كأنما كان مبدأ خط له عليه السلام من نور، فهو لا يري غير كلماته الثلاث...

الله. رسوله. القرآن