بازگشت

في خروج الحسين من المدينة الي حين خروجه من مكة


خرج عليه السلام من المدينه صبيحه الاحد يوم الثامن و العشرين من شهر رجب، و قيل ليله الاحد كما في الطبري [1] ، و في بعض الروايات خرج تحت الليله التي خرج قبلها بليله عبدالله بن الزبير، و يظهر من الطبري انهما خرجا معا، و ليس يصح.

قال ابواسحاق الاسفرايني في مقتله: و اخرج الجمال، و حمل عليها الاحمال، و ركب عليها جميع النساء و الاطفال، و ركب فرس ابيه ميمون و سار و سار معه عشيرته الابطال، و معه سبعه عشر من اهل بيته و هم اولاده و اخوته و اولاد اخوته و اولاد اعمامه و ستون رجلا من اصحابه منهم الفارس و منهم الراجل، و الجميع ساروا بنسائهم و عيالهم.

و سياتي الاختلاف في ذلك و ذكر اسمائهم رجالا و نساء في فصل خروجه عليه


السلام من مكه انشاءالله تعالي.

فلما اراد عليه السلام ان يركب و يخرج اجتمعن الهاشميات علي ما روي ابن قولويه في الكامل قال: حدثني ابي رحمه الله، و جماعه من مشائخي، عن سعد بن عبدالله بن ابي خلف، عن محمد بن يحيي المعاذي، قال: حدثني الحسين بن موسي الاصم، عن عمرو، عن جابر عن محمد بن علي عليهماالسلام قال: لما هم الحسين بالشخوص عن المدينه اقبلت نساء بني عبدالمطلب فاجتمعن للنياحه، حتي مشي فيهن الحسين فقال: انشدكن الله ان تبدين هذا الامر معصيه لله و لرسوله. فقالت له نساء بني عبدالمطلب: فلمن نستبقي النياحه و البكاء، فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و علي و فاطمه و رقيه و زينب و ام كلثوم، فننشدك الله و جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الابرار من اهل القبور.

و اقبلت بعض عماته تبكي و تقول: يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك و هم يقولون:



فان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقابا من قريش فذلت



حبيب رسول الله لم يك فاحشا

ابانت مصيبتك الانوف و جلت



و قلن ايضا:



ابكي حسينا سيدا

و لقتله شاب الشعر



و لقتله زلزلتموه

و لقتله انسكف القمر



و احمرت افاق السماء

من العشيه و السحر



و تغيرت شمس البلاد

بهم و اظلمت الكور



ذاك ابن فاطمه المصا

ب به الخائق و البشر






اورثنا ذلا به

جدع الانوف مع الغرر



فودعهن و امرهن بالصبر و الثبات.

قال المفيد [2] : فسار الحسين عليه السلام الي مكه و هو يقرا (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين) [3] و لزم الطريق الاعظم.

و قد مر قول مسلم بن عقيل له عليه السلام انه لو عدلت عن الطريق كما فعل ابن الزبير، و جوابه «ع»: و الله لا افارقه حتي يقضي الله ما هو قاض. و لقيه افواج من الملائكه و امه مومني الجن و اجابها بما مر. فراجع. [4]

فبينما هو يسير فاذا بعبدالله بن مطيع [5] جائيا من مكه قاصدا المدينه- و في بعض الروايات: انه لما سمع بخروج الحسين من المدينه و ابائه عن بيعه يزيد خرج من المدينه مسرعا و جد به السير حتي اتاه عليه السلام في الطريق- فقال له: جعلت فداك اين تريد؟ قال: اما الان فمكه و اما بعد فاستخير الله. قال: خار الله لك و جعلنا فداك، فاذا اتيت مكه فاياك ان تقرب الكوفه، فانها بلده مشومه، قتل ابوك و خذل اخوك و اغتيل بطعنه كادت تاتي علي نفسه، الزم الحرم فانك سيد العرب، لا يعدل بك اهل الحجاز احدا، و يتداعي اليك الناس من كل جانب، لا تفارق الحرم فداك عمي و خالي، فوالله لئن قتلت لنسترقن بعدك [6] . و ذكر في


الناسخ هذه القضيه ايضا.

و سار الحسين عليه السلام حتي دخل مكه، و كان دخوله بها ليله الجمعه لثلاث مضين من شعبان، و لما راي بيوتات مكه قرا (و لما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي ان يهديني سواء السبيل) [7] ثم نزلها.

قال الطبري [8] : و اقبل اهلها يختلفون اليه، و ياتونه و من كان بها من المعتمرين و اهل الافاق، و ابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبه، فهو قائم يصلي عندها عامه النهار و يطوف، و ياتي الحسين عليه السلام فيمن ياتيه، فياتيه اليومين المتوالبين، و ياتيه بين كل يومين مره، و لا يزال يشير عليه بالراي، و هو اثقل خلق الله علي ابن الزبير، قد عرف ان اهل الحجاز لا يبايعونه و لا يبتابعونه مادام الحسين بالبلد و ان الحسين اعظم في اعينهم و انفسهم منه و اطوع في الناس منه و اجل.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 341:5.

[2] الارشاد للمفيد ص 184.

[3] سوره القصص: 21.

[4] ص 79.

[5] عبدالله بن مطيع هو عبدالله بن مطيع بن الاسود بن الحارثه بن نضله، من عدي بن کعب الفرشي، ولد علي عهد النبي، لما ورد المدينه حبسه الوليد بن عتبه و اليها و اجتمع عشيرته فاخذوه، و لما اجمع اهل المدينه علي اخراج بني اميه ايام يزيد کان عبدالله بن مطيع علي قريش و عبدالله بن حنظله علي الانصار، فلما ظفر اهل الشام باهل المدينه يوم الحره لحق عبدالله بن مطيع بعبدالله بن الزبير بمکه و بقي عنده الي ان قتل معه.

[6] هذه روايه الطبري في تاريخه 351:5.

[7] سوره القصص: 22.

[8] تاريخ الطبري 351:5.