بازگشت

كيفية خروجه من المدينة


اعلم انه اتفق المحدثون و المورخون بل المسلمون بل كل من تعرض لتاريخ الاسلام و ذكر قضيه الحسين عليه السلام من المسيحيين و الطبيعيين و غيرهم: انه لم يبايع مع يزيد و لا معاويه، و انما خرج من المدنيه مع شده انسه و شوقه و محبته بمجاوره قبر جده و امه و اخيه، لابائه و امتناعه عن بيعه يزيد مع شده اصرار مروان و و الوليد (لاخذ البيعه منه).

خرج الحسين عليه السلام كارها خائفا لا فرارا كما خرج ابن الزبير، فانه خرج مع اخيه و اخذ طريق البر من الفرع [1] و هو علي غير الجاده المعروفه و كان خروجه خفيه و سرا، و اما الحسين «ع» فقد خرج مع اهله و عياله و اخواته


و اولاده و بني اخيه و بني عمه و عشيرته و غلمانه نحوا من ستين نفر كانوا معه، و خرج علانيه و ودع الباقين، و خرجن نساء قريش علي ما سياتي عن قريب، و اخذ الجاده المعروفه و سلك متنها حتي قيل له- و القائل مسلم بن عقيل-: يا بن رسول الله لوعدلنا عن الطريق و سلكنا غير الجاده كما فعل عبدالله بن الزبير كان عندي الراي، فانا نخاف ان يلحقنا الطلب. فقاله له الحسين: لا و الله يابن العم لا فارقت هذا الطريق او انظر ابيات مكه او يقضي الله لي ما يحب و يرضي. [2] .

فما ذكره ابن حجر في الصواعق انه عليه السلام فر لمكه خوفا علي نفسه. [3] .

غلط واضح.

و اما انه عليه السلام لم يبايع معاويه فقد صرح المورخون من العامه و الخاصه انه ممن لم يبايع معاويه و لم يامره اخوه الحسن بالبيعه كما فعل بقيس بن سعد بن عباده، بل في بعض الروايات انه عليه السلام قال لمعاويه: لا تاخذ اخي الحسين بالبيعه و لا تشدد عليه فانه لا يبايع احدا.

و كان معاويه يحب الحسين عليه السلام و يظهر له الحب، حتي اوصي ابنه يزيد بحفظ جانبه و عدم التعرض له ما لم يتعرض هو له.

قال الجزري [4] و عليه مورخو العامه و الخاصه و محدثوهم: ان معاويه دعي ابنه يزيد في مرضه الذي مات فيه و قال له فيما قال: اني لست اخاف عليك ان ينازعك في هذا الامر الا اربعه نفر من قريش الحسين بن علي و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير و عبدالرحمن بن ابي بكر. [5]


قالوا: ان معاويه قال فيما قال: اما الحسين بن علي فهو رجل خفيف [6] و لن يتركه اهل العراق حتي يخرجوه. فان خرج و ظفرت به فاصفح عنه، فان له رحما ماسه و حقا عظيما و قرابه من محمد رسول الله «ص» الي اخر ما قال.

و انما قال ذلك سياسه له، و انه سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله ما يكون من امر الحسين عليه السلام.

و اما يزيد فقد خالف وصيه ابيه في ذلك و كتب الي عامله الوليد بن عتبه بالاخذ علي الحسين شديدا.

قال الطبري [7] : و قال هشام بن محمد عن ابي مخنف: ولي يزيد في هلال رجب سنته ستين و اميرالمدنيه الوليد بن عتبه بن ابي سفيان و امير الكوفه النعمان بن بشير الانصاري و امير البصره عبيدالله بن زياد و امير مكه عمرو بن سعيد بن العاص، و لم يكن ليزيد همه حين ولي الا بيعه النفر الذين ابوا علي معاويه الاجابه الي بيعه يزيد حين دعا الناس الي بيعته و انه ولي عهده من بعده و الفراغ من امرهم، فكتب الي الوليد كتابا يخبره بموت ابيه و كتب اليه في صحيفه ارخي كانها اذن فاره:


«اما بعد: فخذ حسينا و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير بالبيعه اخذا شديدا ليست فيه رخصه حيت يبايعوا. و السلام».

قال المفيد في الارشاد [8] : لما مات معاويه و ذلك للنصف من رجب سنه ستين من الهجره كتب يزيد الي الوليد بن عتبه بن ابي سفيان و كان علي المدينه من قبل معاويه ان ياخذ الحسين بالبيعه له و لا يرخص له بالتاخير عن ذلك.

و في اللهوف [9] : و يقول ان ابي عليك فخذ عنقه و ابعث الي براسه.

قال ابومخنف [10] : و لما بلغ الوليد بن عتبه بن ابي سفيان نعي معاويه، فظع به و كبر عليه، فبعث الي مروان بن الحكم فدعاه اليه- و كان الوليد يوم قدم المدينه قدمها مروان متكارها- فلما راي ذلك الوليد منه شتمه عن جلسائه، فبلغ ذلك مروان فجلس عنه و صرمه [11] ، و لم يزل كذلك حتي جاء نعي معاويه الي الوليد، فلما عظم علي الوليد نعي معاويه و ما امر به من اخذ هولاء الاربعه الرهط بالبيعه، فزع عند ذلك الي مروان و دعاه، فلما قرا عليه كتاب يزيد استرجع و ترحم عليه، و استشاره الوليد في الامر و قال: كيف تري ان نصنع؟ فقال: اني اري ان تبعث الساعه الي هولاء النفر فتدعوهم الي البيعه و الدخول في الطاعه، فان فعلوا قبلت منهم و كففت عنهم، و ان ابوا قدمتهم و ضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاويه، فانهم ان عملوا بموت معاويه و ثب كل امري ء منهم في جانب و اظهر الخلاف و المنابذه و دعا الي نفسه، فاما ابن عمر فاني لا اراه يري القتال و لا يحب ان يولي علي الناس الا ان يدفع اليه هذا الامر عفوا.


فارسل عبدالله بن عمرو بن عثمان- و هو اذ ذاك غلام حدث- الي الحسين عليه السلام و عبدالله بن الزبير يدعوهما، فوجدهما في المسجد و هما جالسان، فاتاهما في ساعه لم يكن الوليد يجلس فيها للناس و لا ياتيانه في مثله، فقال: اجيبا الامير يدعوكما. فقالا له: انصرف الان ناتيه.

ثم اقبل احدهما علي الاخر، فقال عبدالله بن الزبير للحسين: ظن فما تراه بعث الينا في هذه الساعه التي لم يكن يجلس للناس فيها. فقال الحسين عليه السلام: قد ظننت، اري طاغيتهم قد هلك، فبعث الينا لياخذنا بالبيعه قبل ان يفشو في الناس الخبر. فقال: و انا ما اظن غيره. قال: فما تريد ان تصنع؟ قال عليه السلام: اجمع فتياني الساعه ثم امشي اليه، فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه. قال: فاني اخافه عليك اذا دخلت. قال: لا آتيه الا و انا علي الامتناع قادر.

فقام عليه السلام فجمع اليه مواليه و اهل بيته، ثم اقبل يمشي حتي انتهي الي باب الوليد و قال لاصحابه: اني داخل، فان دعوتكم او سمعتم صوته قد علا فاقتحموا علي باجمعكم، و الا فلا تبرحوا حتي اخرج اليكم.

فدخل و سلم عليه بالامره و مروان جالس عنده، فقال حسين، كانه لا يظن ما يظن من موت معاويه، الصله خير من القطيعه، اصلح الله ذات بينكما. فلم يجيباه في هذا بشي ء، و جاء حتي جلس، فاقراه الوليد الكتاب و نعي له معاويه و دعاه الي البيعه، فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون، و رحم الله معاويه و عظم لك الاجر، اما ما سالتني من البيعه فان مثلي لا يعطي بيعته سرا، و لا اراك تجتزي ء بها مني سرا دون ان نظهرها علي رووس الناس علانيه. قال: اجل. قال: فاذا خرجت الي الناس فدعوتهم الي البيعه دعوتنا مع الناس فكان امرا واحدا. فقال له الوليد- و كان يحب العافيه-: فانصرف علي اسم الله حتي


تاتينا مع جماعه الناس.

فقال له مروان: و الله لئن فارقك الساعه و لم يبايع لا قدرت منه علي مثلها ابدا حتي تكثر القتلي بينكم و بينه، احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتي يبايع او تضرب عنقه.

فوثب عند ذلك الحسين و قال: يا بن الزرقاء، انت تقتلني او هو، كذبت و الله و اثمت. ثم خرج فمر باصحابه، فخرجوا معه حتي اتي منزله.

فقال مروان للوليد: عصيتني، لا و الله لا يمكنك من مثلها من نفسه ابدا. قال الوليد: و بخ غيرك يا مروان، انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني، و الله ما احب ان لي ما طلعت عليه الشمس و غربت عنه من مال الدنيا و ملكها و اني قتلت حسينا، سبحان الله، اقتل حسينا ان قال لي لا ابايع، و الله اني لاظن امرءا يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامه.

فقال له مروان: فاذا كان هذا رايك فقد اصبت فيما صنعت. يقول هذا له و هو غير الحامد له علي رايه.

الي ان قال: ثم بعث (الوليد) الرجال الي الحسين عليه السلام عند المساء فقال: اصبحوا ثم ترون و نري. فكفوا عنه تلك الليله و لم يلحوا عليه، فخرج الحسين من تحت ليلته و هي ليله الاحد ليومين بقيتا من رجب سنه ستين، و كان مخرج ابن الزبير قبله بليله، خرج ليله السبت فاخذ طريق الفرع هو و اخوه جعفر، و اما حسين خرج ببنيه و اخوته و بني اخيه و جل اهل بيته الا محمد بن الحنفيه، انتهي ما اردنا نقله عن ابي مخنف. [12]

و في المناقب: فلما دخل عليه السلام (علي الوليد) و قرا الكتاب قال: ما كنت


ابايع ليزيد. فقال مروان: بايع لاميرالمومنين. فقال الحسين: كذبت ويلك علي المومنين، من امره عليهم. فقام مروان و جرد سيفه و قال: مر سيافك ان يضرب عنقه قبل ان يخرج من الدار و دمه في عنقي. و ارتفعت الصيحه فهجم تسعه عشر رجلا من اهل بيته و قد انتضوا خناجرهم، فخرج الحسين عليه السلام معهم و وصل الخبر الي يزيد فعزل الوليد و ولاها مروان. [13]

و في اللهوف و غيره: ثم اقبل عليه السلام علي الوليد فقال: ايها الامير نحن من اهل بيت النبوه و معدن الرساله و مختلف الملائكه، و بنا فتح الله و بنا يختم، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحرمه معلن بالفسق، و مثلي لا يبايع له، و لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون اينا احق بالخلافه و البيعه. [14] .

و في روايه المجلسي [15] اتي معه ثلاثون رجلا من غلمانه و اهل بيته، و في بعض الروايات خمسون، و في جمله منها جماعه، و في بعض الروايات لما علت الاصوات دخلوا عليه مجردين سيوفهم، و في بعضها خرج الحسين قبل ان يصلوا الي البيت.

و بالجمله الروايات كلها متقاربه، الا انه ليس في الروايات و التواريخ و المقاتل و ما بايدنا من الكتب- و هي عندنا الان نحو خمسين كتابا- من مورخي العامه و الخاصه و محدثيهم ذكر «رحم الله معاويه» بعد الاسترجاع، بل ليس في جمله منها كلمه الاسترجاع، و ليس في اكثرها تعظيم الاجر بعد الاسترجاع الا في روايه الطبري عن ابي مخنف و اخذه منه بعض المعاصرين، و سياتي تفصيله. اظن ان هذا من زياده الطبري او النساخ.


و في تايخ الاعثم الكوفي: انه عليه السلام لما اراد الدخول علي الوليد اغتسل وصلي ركعتين.

و فيه و في تاريخ روضه الصفا انه كان بيده عليه السلام عصي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و في تاريخ الاعثم زيادات تركناها لتفرده بها، من اراد فليراجع اليه. [16]

و في البحار عن محمد بن ابي طالب الموسوي [17] و في جمله من كتب الحديث و التاريخ: انه عليه السلام خرج من منزله ذات ليله و اقبل الي قبر جده فقال: السلام عليك يا رسول الله، انا الحسين بن فاطمه فرخك و ابن فرختك و سبطك الذي خلفتني في امتك، فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني و ضيعوني و لم يحفظوني، و هذه شكواي اليك حتي القاك. ثم قام فصف قدميه و لم يزل راكعا و ساجدا.

قالوا: و ارسل الوليد الي منزل الحسين عليه السلام لنيظر انه خرج من المدينه ام لا، فلم يصبه في منزله فقال: الحمد لله الذي اخرجه و لم يبتليني بدمه.

قالوا: و رجع الحسين الي منزله عند الصبح، فلما كانت الليله الثانيه خرج الي القبر ايضا وصلي ركعات، فلما فرغ من صلاته جعل يقول: اللهم ان هذا قبر نبيك محمد صلي الله عليه و آله، و انا ابن بنت نبيك، و قد حضرني من الامر ما قد علمت، اللهم اني احب المعروف و انكر المنكر، و انا اسالك يا ذالجلال و الاكرام بحق القبر و من فيه الا اخترت لي ما هو لك رضي و لرسولك رضي. ثم جعل يبكي عند القبر حتي اذا كان قريبا من الصبح وضع راسه علي القبر فاغفي، فاذا


هو برسول الله صلي الله عليه و آله قد اقبل في كتيبه من الملائكه عن يمينه و عن شماله و بين يديه، حتي ضم الحسين الي صدره و قبل بين عينيه و قال: حبيبي يا حسين كاني اراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بارض كرب و بلا من عصابه من امتي، و انت مع ذلك عطشان لا تسقي و ظمآن لا تروي و هم مع ذلك يرجون شفاعتي، لا انالهم الله شفاعتي يوم القيامه، حبيبي يا حسين ان اباك و امك و اخاك قدموا علي و هم مشتاقون اليك، و ان لك في الجنان لدرجات لا تنالها الا بالشهاده.

فجعل الحسين عليه السلام في منامه ينظر الي جده و يقول: يا جداه لا حاجه لي في الرجوع الي الدنيا، فخوني اليك و ادخلني في القبر معك، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: لا بد لك من الرجوع الي الدنيا حتي ترزق الشهاده و ما قد كتب لك فيها من الثواب العظيم، فانك و اباك و اخاك و عم و عم ابيك تحشرون يوم القيامه في زمره حتي تدخلوا الجنه.

قال: فانتبه الحسين عليه السلام من نومه فزعا مرعوبا، فقص روياه علي اهل بيته و بني عبدالمطلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق الارض و لا مغربها قوم اشد غما من اهل بيت رسول الله «ص» و لا اكثر باك و لا باكيه منهم.

قال: و تهيا الحسين عليه السلام للخروج من المدينه، و مضي في جوف الليل الي قبر امه فودعها ثم مضي الي قبر اخيه الحسن ففعل كذلك، ثم رجع الي منزله وقت الصبح. [18] .

و في بعض كتب اصحابنا: ان له وداعا ثالثا لقبر جده. قال المورخ: ثم اتي عليه السلام قبر جده عند خروجه و سلم عليه و قال: يا رسول الله بابي انت و امي لقد


خرجت من جوارك كرها و فرق بيني و بينك و اخذت بالانف قهرا ان ابايع يزيد ابن معاويه شارب الخمر و راكب الفجور، فان فعلت كفرت و ان ابيت قتلت، فها انا خارج من جوارك، فعليك مني السلام.

و اجابه رسول الله صلي الله عليه و آله في شبه النوم و قال: يا بني لقد لحق بي ابوك و امك و اخوك و هم مجتمعون في دار الحيوان، و لكنا مشتاقون اليك، فجعل بالقدوم الينا، و اعلم يا بني ان لك في الجنه درجه فلست تنالها الا بالشهاده، و ما اقرب قدومك علينا.

و في القمقام [19] و غيره عن كتاب الشافي تصنيف عمر بن محمد بن عمر بن علي ابن ابي طالب في الانساب قال: حدثني محمد بن عمر، عن ابيه عمر بن علي قال: لما سمعت انكار اخي عن بيعه يزيد و ما جري بينه و بين الوليد و اراد الخروج من المدينه دخلت عليه و سلمت عليه و قلت: جعلت فداك قد حدثني اخي الحسن عن ابينا حديثا. و عند ذلك بكي بكاء عاليا و شهق شهقه، فضمه الحسين الي نفسه فقال: بحق ابيك هل اخبرك بقتلي. فقلت: نعم يا ليت انك بايعت يزيد و وقعت عنك البلاء. فقال عليه السلام: حدثني ابي ان رسول الله «ص» اخبره بقتله و قتلي، و ان تربتي تكون بقرب تربته، فتظن انك علمت ما لم اعلمه، و الله لا اعطي الدنيه من نفسي ابدا، و لتلقين فاطمه اباها شاكيه ما لقيت من ذريتها من امته، و لا يدخل الجنه احد آذاها في ذريتها.

(بيان):

سنذكر ان المقتول بالطف بين يدي الحسين عليه السلام هو عمر بن علي الاصغر، و المتخلف عنه هو عمر بن علي الاطرف و الاكبر. الظاهر ان هذا


(المذكور في هذا الحديث) هو الاطرف المتخلف عن اخيه، فانه بايع ابن الزبير و نازع السجاد عليه السلام و قتل مع ابن الزبير في وقعه الحره كما ذكره ابوالفرج و غيره، و له قضايا ذكرها المورخون.

و في ذيل الروايه: ان فاطمه عليهاالسلام لتلقين اباها شاكيه- الي آخره، لعله اشاره و تنبيه علي ذلك، و ان عمر هذا يوذي فاطمه في ذريتها كما وقع ذلك منه، فهذا منه عليه السلام من الملاحم. فعلي هذا فما في التنقيح [20] من الترديد في حاله و التوقف فيه ليس في محله. و هو قدس سره تبع غيره في ذلك و تبعه غيره. فتدبر.

و بمضمون هذه الروايه اخبار اخري في باب الذريه، ففي الوسائل في باب حكم الجمع بين ثنتين من ولد فاطمه عليهاالسلام: عن حماد، عن ابي بكير، عن الصادق عليه السلام قال: لا يحل لاحد ان يجمع بين ثنتين من ولد فاطمه، فانه يبلغها فيشق عليها. فقلت: يبلغها؟ قال: اي و الله يبلغها. [21] .

ثم ان المستفاد من الاحاديث و التاريخ انه عليه السلام لما عزم علي الخروج من المدينه الي مكه لم يمنعه احد من الخروج، بل قد عرفت ان ابن الحنفيه قال له: اخرج الي مكه. و انما المانعون منعوه من الخروج الي العراق كما عرفت في قول محمد بن الحنفيه و ام سلمه و ستعرف هذا من جابر بن عبدالله و عبدالله بن جعفر و عبدالله بن مطيع و غيرهم.

و اما عبدالله بن عمر و عمر بن علي و مروان بن الحكم الحوا و اصروا عليه عليه السلام ببيعه يزيد.


و اما ابن عباس فالمصرح في التواريخ المعتبره كالطبري و غيره [22] : ان عبدالله ابن عباس و عبدالله بن عمر كانا في مكه عند موت معاويه و نعيه الي الوليد بن عتبه و ما جري بينه و بين الحسين عليه السلام. و يظهر ذلك من كتاب يزيد الي ابن عباس و جواب ابن عباس اليه. فما في بعض الكتب من ملاقاه ابن عباس للحسين في المدينه ليس بصحيح. سياتي عن قرب ملاقاته له عليه السلام في مكه و ما جري بينهما.


پاورقي

[1] قريه من نواحي المدينه عن يسار السقيا، بينهما و بين المدينه ثمانيه برد علي طريق مکه، و بها منبر و نخل و مياه کثيره. انظر: مجمع البلدان 252:4.

[2] انظر: المنتخب للطريحي ص 411.

[3] انظر: الصواعق المحرقه ص 117.

[4] الکامل لابن الاثير 6:4..

[5] ليس في اکثر الکتب و الروايات عبدالرحمن بن ابي‏بکر. و هو الصحيح، لان عبدالرحمن مات قبل معاويه، الا ان يقال ان هذه الوصيه کتبت قيل موت معاويه، فان الروايات مختلفه في ذلک. ففي حمله منها انه کتبها في زمن صحته، و في جمله منها انه اوصي يزيد حضورا و مشافهه، و في بعضها ان يزيد لم يکن حاضرا عند موت ابيه بل احضر معاويه الضحاک بن قيس و مسلم بن عقبه فامرهما ان يوديا عنه هذه الرساله الي ابنه يزيد، و الکل محتمل.

و الاصح ان معاويه لشده حبه ليزيد- علي ما صرح به في وصيته- و شده خوفه عليه من هولاء الاربعه اوصي بهذه الوصيه مشافهه و حضورا. و کتبها و امر الضحاک و مسلما ان يوديا عنه رساله و کان في الکتاب ذکر عبدالرحمن (من المولف).

[6] من خفيف القلب اي ذکي.

[7] تاريخ الطبري 338:5.

[8] الارشاد للمفيد ص 182.

[9] اللهوف ص 9.

[10] تاريخ الطبري 338:5.

[11] صرمه: هجره و انقطع عنه.

[12] من تاريخ الطبري الا السطر الاخير.

[13] المناقب لابن‏شهر آشوب 96:4.

[14] اللهوف ص 10.

[15] بحارالانوار 325:44.

[16] انظر الفتوح لابن الاعثم 78:2.

[17] بحارالانوار 327:44.

[18] الي هنا منقول من بحارالانوار.

[19] القمقام 268:1.

[20] انظر تنقيح المقال 345:2.

[21] وسائل الشيعه 387:14 مع اختلاف في بعض الالفاظ.

[22] تايخ الطبري 383:5، و يفهم من ص 342 ان ابن‏عمر کان بالمدينه.