بازگشت

كلامه مع مروان بن الحكم


(بيان):

قوله عليه السلم «و علي الاسلام السلام». احسن كلمه و ابلغها يسوقها علي مقتضي المقام و الحال، و كانه روحي له الفداء اول من تكلم بها. و المراد بالسلام التحيه في مقام التوديع، فهو سلام التوديع علي ما هو المرسوم، فالمعني نودع الاسلام اذا كان يزيد و الي المسلمين.



فيا ذله الاسلام من بعد عزه

اذا كان والي المسلمين يزيد



و منها: ما ذكره في اللهوف و غيره [1] ، قال السيد:


و روي ابوجعفر محمد بن جرير الطبري الامامي في كتاب دلائل الامامه قال: حدثنا ابومحمد سفيان بن وكيع عن ابيه و كيع عن الاعمش. قال: قال ابومحمد الواقدي و زراره بن خلج: لقينا حسين بن علي عليه السلام قبل ان يخرج الي العراق- و في بعض الروايات بثلاثه ايام- فاخبرناه ضعف الناس بالكوفه و ان قلوبهم معه و سيوفهم عليه، فاومي بيده الي السماء ففتحت ابواب السماء و نزلت الملائكه عددا لا يحصيهم الا الله عز و جل، فقال عليه السلام: لولا تقارب الاشياء و هبوط الاجر لقاتلتهم بهولاء، و لكن اعلم علما ان هناك مصعدي و هناك مصرع اصحابي، لا ينجو منهم الا ولدي علي. (بيان): متن الحديث مضطرب غايه الاضطراب لاختلاف النسخ و الكتب في نقله، ففي بعضها ليس لفظ «معه» بعد كلمه قلوبهم، و في بعضها «تقارن الاشياء» بدل تقارب الاشياء، و في بعضها تفاوت الاشياء، و في بعضها «الاجال» بدل الاشياء، و في بعضها «حبوط» بالحاء بدل الهبوط بالهاء المهمله، و في بعضها «قابلتهم» بدل قاتلتهم، و في بعضها «اعلم عملا يقينا»، و في بعضها و في بعضها «مصرعي» بدل مصعدي، و في بعضها «مصارع اصحابي» بدل مصرع اصحابي. لكن هذه الاختلافات في الالفاظ لا تضرع بالمقصود، فان التقارب و التقارن هنا بمعني واحد، و كذا الحبوط و الهبوط لانهما هنا بمعني النقض و الزوال. قال بعض اللغويين: الهبط مصدر النقصان، هبط الزمان اي ذهب ماله، و هبط من موضع اي انتقل، و كذا قال في حبط، و حبط عمله اي ذهب. و لعل «قابلتهم» بدل قاتلتهم سهو من النساخ. و كذا المصرع و المصعد بمعني واحد الا ان في « المصعد» لطف لا يخفي.


هذا، و انما الشان في معني قوله عليه السلام تقارب الاشياء و تقارنه، و الذي افهم- و لعله الظاهر- ان المراد انه كما لا بد في عالم الماديات و العنصريات و عالم الناسوت تقاربا و تقارنا و سنخيه بين الاجزاء و الافراد و الاشخاص خصوصا في مقام الجهاد و المقاتله، و لم تكن هذه السنخيه و التقارن و التقارب بين الملائكه و البشر، لان الملائكه من عالم آخر غير عام البشر، قال عليه السلام: لولا لزوم التقارب و التقارن و السنخيه في الاشياء لقاتلتهم بهولاء، الا ان اللزوم يمنع عن ذلك، و عليه فيهبط الاجر علي القاتل و العذاب علي المقتول. و عليه فقول عليه السلام «و هبوط الاجر» من لوازم عدم التقارن. و يحتمل ان يكون كلاما مستقلا، بمعني انه لو قاتلتهم لحبط و هبط و ذهب و نقص و زال اجر الشهاده عني و عن اصحابي. و بعباره اخري: لا ينبغي بل لا يجوز في حقه عليه السلام ايثار العباده و الجهاد و الشهاده للغير و لو كان الغير ملكا. و قد نطقت الاخبار بكراهه ايثار العباده للغير بل عدم جوازه، خصوصا اذا كان واجبا. و اما علي روايه «تقارب الاجال» فالظاهر انه عليه السلام اخبرهم بقرب اجله و اجل اصحابه. و عليه فلا ثمره مهمه في قتل الملائكه اعداءه «ع» بعد ما يموت عن قريب باجله و يهبط اجر الشهاده. و هذا المعني- و ان كان بعيدا عن مقامه عليه السلام- الا انه يويده قوله «و اني اعلم علما يقينا»- الخ. و اما ما في بعض الروايت «لولا تفاوت الاشياء او الاجال» لم افهم له معني صحيحا مستقلا، الا انه يرجع بعنايه الي ما ذكرنا، و لعله من سهو النساخ. و علي ما ذكرنا يظهر ما ذكره في البحار [2] .

قال: قوله «لولا تقارب الاشياء»


اي قرب الاجال و اناطه الاشياء بالاسباب بحسب المصالح، او انه بصير سببا لتقارب الفرج و غلبه اهل الحق و لما يات اوائه. و في بعض النسخ «لولا تفاوت الاشياء» اي في الفضل و الثواب. انتهي كلامه رفع مقامه. و انت خبير بما فيه. فليتامل. و منها: ما ذكره شيخنا المفيد باسناده الي ابي عبدالله عليه السلام [3] قال: لما سار ابوعبدالله (الحسين) عليه السلام من المدينه لقينه افواج من الملائكه المسومين في ايديهم الحراب علي نجب من نجب الجنه، فسلموا عليه و قالوا: يا حجه الله علي خلقه بعد جده و ابيه و اخيه ان الله سبحانه ايد جدك بنا في مواطن كثيره، و ان الله تعالي ايدك بنا، فقال لهم: الموعد حفرتي و بقعتي التي استشهد فيها و هي كربلا، فاذا وردتها فاتوني. فقالوا: يا حجه الله مرنا نسمع و نطيع، فهل تخشي من عدو يلقاك فنكون معك. فقال: لا سبيل لهم علي و لا يلقوني بكريهه او اصل الي بقعتي.


پاورقي

[1] اللهوف ص 26. بحارالانوار 45: 74.

[2] بحارالانوار 74:45.

[3] الارشاد ص 187.