بازگشت

في جواب عمرو بن سعيد والي مكة


ما كتبه عليه السلام جوابا لعمرو بن سعيد و الي مكه من قبل يزيد.


قال الطبري [1] : قال ابومخنف: حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب قال: لما خرجنا من مكه كتب عبدالله بن جعفر بن ابي طالب الي الحسين بن علي مع ابنيه عون و محمد: «اما بعد، فاني اسالك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فاني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له ان يكون فيه هلاكك و استئصال اهل بيتك، ان هلكت اليوم طفي ء نور الارض، فانك علم المهتدين و رجاء المومنين، فلا تعجل بالسير، فاني في اثر الكتاب. و السلام». قال: و قام عبدالله بن جعفر الي عمرو بن سعيد بن العاص فكلمه و قال: اكتب الي الحسين كتابا تجعل له فيه الامان و تمنيه فيه البر و الصله، و توثق له في كتابك و تساله الرجوع لعله يطمئن الي ذلك فيرجع. فقال عمرو بن سعيد: اكتب ما شئت و اتني به حتي اختمه، فكتب عبدالله بن جعفر الكتاب ثم اتي به الي عمرو ابن سعيد، فقال له: اختمه و ابعث به مع اخيك يحيي بن سعيد فانه احري ان تطمئن نفسه اليه و يعلم انه الجد منك، ففعل. و كان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاويه علي مكه. قال: فلحقه يحيي و عبدالله بن جعفر، ثم انصرفا بعد ان اقراه يحيي الكتاب، فقالا: اقراناه الكتاب و جهدنا به، و كان مما اعتذر به الينا ان قال: اني رايت رويا فيها رسول الله صلي الله عليه و آله، و امرت فيها بامر انا ماض له علي كان اولي. فقالا له: فما تلك الرويا؟ قال: ما حدثت بها احدا و ما انا محدث بها حتي القي ربي. قال: و كان كتاب عمروبن سعيد الي الحسين بن علي:


«بسم الله الرحمن الرحيم. من عمرو بن سعيد الي الحسين بن علي، اما بعد فاني اسال الله ان يصرفك عما يوبقك و ان يهديك لما يرشدك. بلغني انك قد توجهت الي العراق و اني اعيذك بالله من الشقاق، فاني اخاف عليك فيه الهلك، و قد بعثت اليك عبدالله بن جعفر و يحيي بن سعيد فاقبل الي معهما، فان لك عندي الامان و الصله و البر و حسن الجوار لك، الله علي بذلك شهيد و كفيل و مراع و وكيل. و السلام عليك». قال: و كتب اليه الحسين عليه السلم: «اما بعد، فانه لم يشاقق الله و رسوله من دعا الي الله عز و جل و عمل صالحا و قال انني من المسلمين، و قد دعوت الي الامان و البر و الصله فخير الامان امان الله، و لن يومن الله يوم القيامه من لم يخفه في الدنيا، فنسال الله مخافه في الدنيا توجب لنا امانه يوم القيامه، فان كنت نويت بالكتاب صلتي و بري فجزيت خيرا في الدنيا و الاخره. و السلام».


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 387:5.