جواب كتاب مسلم بن عقيل
الذي كتبه سلام الله عليه جوابا لكتاب مسلم بن عقيل.
قال الطبري و غيره بل جل اهل السير و المقاتل [1] : كتب مسلم بن عقيل الي الحسين بن علي عليه السلام مع قيس بن مسهر الصيداوي:
«اما بعد، فاني اقبلت من المدينه معي دليلين لي، فحارا عن الطريق فضلا و اشتد علينا العطش، فلم يلبثا ان ماتا، و اقبلنا حتي انتهينا الي الماء فلم ننج الا بحشاشه انفسنا، و ذلك الماء بمكان يدعي بالمضيق من بطن الخبيب [2] ، و قد تطيرت من وجهي هذا، فان رايت اعفيتني منه و بعثت غيري. و السلام».
فكتب عليه السلام اليه:
«اما بعد، فقد خشيت ان لا يكون حملك علي الكتاب الي في الاستعفاء من الوجه الذي و جهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك له [3] والسلام».
و في جمله من الكتب:
«يابن العم، اني سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يقول: ما منا اهل البيت من تطير و لا يتطير به، فاذا قرات كتابي فامض علي ما امرتك. و السلام عليك و رحمه الله و بركاته».
(بيان):
قوله «مضيق» كمنبع قريه في آره علي ما في القاموس، و آره كداره براء مفتوحه جبل بالحجاز بين مكه و المدينه [4] .
قوله «خبيب» بفتح الخاء المعجمه [5] و سكون الموحده و بعدها ياء بمعجمتين: علم الصحراء بين مكه و المدينه.
قوله «فحارا». بالراء الملهمله اي تحيرا. و في بعض النسخ «فحادا» بالدال اي جاوزا.
قال الطبري: لما قرا مسلم الكتاب قال: لست اتخوفه علي نفسي- كما يذكر في ترجمته رضوان الله عليه.
پاورقي
[1] تاريخ الطبري 354:5، الارشاد للمفيد ص 186 بحارالانوار 334:44.
[2] في الطبري «خبيت».
[3] في الارشاد «وجهتک فيه».
[4] في معجم البلدان 146:5: المضيق قريه في لحف آره بين مکه و المدينه..و المضيق فيما قيل موضع مدينه زباء..قالوا:قالوا و هي بين بلاد الخانوقه و قرقيسيا علي الفرات.
[5] في معجم البلدان 345:2: بضم الخاء تصغير خبه او خب. و قري ايضا «خبيت»، قال: تصغير خبت ماء بالعاليه يشترک فيها اشجع و عبس.