بازگشت

القاها بين العسكرين


و هي آخر خطبه خطبها عليه السلام، و هي خطبه واحده تحسب ثلاث خطب، لانه خطب اولا متكئا علي سيفه قبال القوم بين الصفين بعد تسويه الصفوف، فقطعوا كلامه، فدعي براحلته فركبها فنادي باعلي صوته، فاستمع كلامه القوم عن آخرهم فقطعوه ايضا، فنزل عن راحلته فدعي بفرس رسول الله صلي الله عليه و آله المرتجز فركب و خطب- الي آخر ما سياتي.

و المهم من مقصوده عليه السلام في هذه الخطبه بطولها- بعد الانذار و التحذير و التوعد و التوعيد و التذكير بالمعاد و العقاب و الحساب و تذكارهم المبدا و المعاد و الاعراض عن الدنيا و الطمع فيها- تذكر امور ثلاثه:

(الاول): انه يذكرهم و يعرفهم انه الحسين ابن فاطمه بنت خديجه، حتي يعرفوه بالاسم و الحسب و النسب لكيلا يشتبه عليهم الامر بعد قتله بانهم ما عرفوه و لم يدروا انه هو عليه السلام فترتفع بذلك نتيجه الشهاده. و قد اقتبس ذلك و اخذه من امه الزهراء عليهاالسلام في خطبتها في مسجد الرسول بشان


فدك، حيث انها مع معرفتهم و علم كل من في المسجد من الشواهد و العلائم و القرائن ان المتكلمه هي الزهراء جاءت لاخذ حقها و مطالبه فدك قالت بعد الحمد و الثناء و الصلاه: ايها الناس اعلموا اني فاطمه بنت محمد رسول الله صلي الله عليه و آله، لا اقول ما اقول شططا- الي آخر الخطبه.

(الثاني): اصراره عليه السلام باقرارهم انه غير مطلوب بدم، بمعني ان محاربتهم له و قتلهم اياه ليست بسبب دم او حق، لئلا يشتبه الامر بعده بانه مطلوب بدم عثمان و قد قتلوه بقتله، كما حاربوا اباه عليا بذلك، حتي اقروا بذلك ما سياتي.

(الثالث): انه عليه السلام لم يخرج من الدين و ليس بخارجي يجب قتله و لم يغير شريعه و لا ابدع في الدين بدعه، بل هو كاحد المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم. و اخذ و اقتبس ذلك ايضا من امه الزهراء في خطبتها حيث قالت: او لست انا و ابي من اهل مله واحده- الي آخر الخطبه.

و بعد تثبيت الامور و اقرارهم بذلك و انه حسين بن علي و ليس بمطلوب بدم عثمان و انه احد من المسلمين قال: تبا لكم و ترحا.

و هذه الخطبه ذكرها المخالف و الموالف من العامه و الخاصه باختلاف يسير و تغيير في التعبير و زياده و نقيصه، و نذكرها موافقا لما ذكره ابومخنف و المفيد و الطبري و الاحتجاج و المناقب و اللهوف و البحار و جل من الكتب المعتبره [1] قالوا:


لما عبا عمر بين سعد اصحابه لمحاربه الحسين عليه السلام و رتبهم مراتبهم و اقام الرايات في مواضعها و عبا اصحاب الميمنه و اصحاب الميسره، و قال لاصحاب القلب: اثبتوا، و احاطوا بالحسين من كل جانب حتي جعلوه كالحلقه، فخرج الحسين عليه السلام الي االناس حتي وقف بازاء القوم، فجعل ينظر الي صفوفهم كانهم السيل و نظر الي ابن سعد واقفا في صناديد الكوفه فقال عليه السلام متكئا علي سيفه:

«الحمد لله لذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال، متصرفه باهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته، فال تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن اليها و تخيب من طمع فيها، و انكم قد اجتمعتم علي امر قد اسخطكم الله فيه عليكم و اعرض بوجهه الكريم عنكم و احل بكم نقمته و جنبكم رحمته، فنعم الرب ربنا و بئس العبيد انتم. اقررتم بالطاعه و آمنتم بالرسول محمد صلي الله عليه و اله و سلم ثم انكم رجعتم الي ذريته و عترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم و لما تريدون، انا لله و انا اليه راجعون، هولاء قوم كفروا بعد ايمانهم، فبعدا للقوم الظالمين».

فقال عمر بي سعد: ويلكم كلموه فانه ابن ابيه لو وقف يوما جريدا [2] لما انقطع و لما حصر فكلموه. فتقدم شمر لعنه الله قال: يا حسين ما هذا الذي تقول افهمنا حتي نفهم. فدعا عليه السلام براحلته فركبها ثم نادي باعلي صوته بصوت عال يسمع جل الناس:

«ايها الناس، اسمعوا قولي و لا تعجلوني حتي اعظكم بما الحق لكم علي و حتي اعتذر اليكم من مقدمي عليكم، فان قبلتم عذري و صدقتم قولي و اعطيتموني


النصف كنتم بذلك اسعد و لم يكن لكم منه علي سبيل، و ان لم تقبلوا مني العذر و لم تعطوني النصف من انفسكم فاجمعوا امركم و شركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمه ثم اقضوا الي و لا تنظرون، ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين» [3] قال ابومخنف و ابوالفرج: فلما سمع اخواته كلامه هذا صحن و بكين و بكت بناته فارتفعت اصواتهن، فارسل اليهن اخاه العباس بي علي و عليه ابنه و قال لهما:اسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاوهن. قال: فلما دنيا ليسكتاهن قال: لا يبعد ابن عباس. و في مقاتل الطالبيين: لله در ابن عباس قال ابومخنف و ابوالفرج: فنظن انه انما قالها حين سمع بكاءهن لانه قد كان نهاه ان يخرج بهن.

قال ابومخنف: فلما سكتن حمد الله و اثني عليه و ذكر الله بما هو اهله و صلي علي محمد صلي الله عليه و اله و علي ملائكته و انبيائه، فذكر من ذلك ما الله اعلم و ما لا يحصي ذكره. قال: فوالله ما سمعت متكلما قط قبله و لا بعده ابلغ في منطق منه، ثم قال:

«فانسبوني و انظروا من انا ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها، هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي، الست ابن بنت نبيكم و ابن وصيه و ابن عمه و اول المومنين بالله و المصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه، اوليس حمزه سيد الشداء عم ابي اوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي، او لم يبلغكم قول مستقيض فيكم ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال لي و لاخي «هذان سيدا شباب اهل الجنه»، فان صدقتموني بما اقول و هو الحق و الله ما تعمدت كذبا مذ علمت ان الله يمقت عليه اهله و يضر به من اختلقه، و ان كذبتموني فان فيكم من


ان سالتموه عن ذلك اخبركم، سلو جابربن عبدالله الانصاري او ابي سعيد الخدري او سهل بي سعد الساعدي او زيد بن ارقم انس بن مالك يخبروكم انهم سمعوا هذه المقاله من رسول الله لي و لاخي، افما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي».

فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد اله علي حرف ان كان يدري ما تقول.

فقال له حبيب بن مظاهر: و الله اني لاراك تعبد الله علي سبعين حرفا، و انا اشهد انك صادق، ما تدري ما يقول، قد طبع الله علي قلبك.

ثم قال لهم الحسين عليه السلام:

«فان كنتم في شك من هذا القول افتشكون ابدا ما اني ابن بنت نبيكم، فو الله ما بين المشرق و المغرت ابن بنت نبي غيري منكم و لا من غيركم، انا ابن بنت نبيكم خاصه، اخبروني بقتل منكم قتلته او مال لكم استهلكته او بقصاص بجراحه».

قال: فاخذوا لا يكلمونه. قال: فنادي:

«يا شبث بي ربعي و يا حجار بن ابجر و يا قيس بن الاشعث و يا يزيد بن الحارث الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار و اخضرت الجناب و طمعت الجمام، و انما تقدم علي جند لك مجنده، فاقبل».

قالوا له: لم نفعل. قال: سبحان الله بلي و الله لقد فعلتم. ثم قال:

«ايها الناس اذكرهتموني فدعوني، انصرفت عنكم الي مامني من الارض».

قال: فقال له قيس بن الاشعث: اولا تنزل علي حكم بني عمك فانهم لن يروك الا ما تحب و لم يصل اليك مكروه و فقال له الحسين عليه السلام:

«انت اخو اخيك اتريد ان يطلبك بنوهاشم باكثر من دم مسلم بن عقيل، لا


و الله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل و لا اقر اقرار العبيد. عباد الله اني عذت بربي و ربكم ان ترجمون، اعوذ بربي ربكم من كل متكبر لا يومن بيوم الحساب» [4] .

قال: ثم انه عليه السلام اناخ راحلته و امر عقبه بن سمعان فعقلها. قال: و زحف القوم و جالت خيولهم، فدعا «ع» بفرس رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم المرتجز و عمامته و درعه و سيفه، فركب الفرس و لبس الاثار و وقف قباله القوم فاستنصتهم، فابوا ان ينصتوا حتي قال لهم:

«ويلكم ما عليكم ان تنصتوا لي و تسمعوا قولي و انما ادعوكم الي سبيل الرشاد،فمن اطاعني كان من المرشدين ومن عصاني كان من المهلكين، و كلكم عاص لامري غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام و طبع علي قلوبكم، ويل لكم الا تنصتون الا تسمعون».

فتلاوم اصحاب عمر بن سعد بينهم و قالو: انصتوا له. فخطبهم و حمد الله و اثني عليه و استشهدهم عن نفسه الكريمه و ما قال فيها جده و عن فرس رسول الله و درعه و عمامته و سيفه، فاجابوه بالتصديق، فسالهم لم يقتلونه؟ فاجابوا بطاعه اميرهم، و قيل له: انما نقاتلك بعضا لابيك بما فعل باشياخنا.

قال السيد:فابلغ عليه السلام في المقال ثم قال:

«تبا لكم ايتها الجماعه و ترحا، احين استصرختمونا و الهين فاصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم و حششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا و عدوكم، فاصبحتم البا لاعدائكم علي اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم و لا امل اصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات، تركتمونا و السيف مشيم و الجاش طامن و الراي لا يستحصف، و لكن اسررعتم اليها كطيره الدبا و تداعيتم اليها


كتهافت الفراش، فسحقا لكم يا عبيد الامه و شذاذ الاحزاب و نبذه الكتاب و عصبه الاثام و نفثه الشيطان و مطفي ء السنن. ويحكم اهولاء تعضدون و عنا تتخاذلون اجل و الله غدر فيكم قديم و شجت عليه اصولكم و تازرت عليه فروعكم، فكنتم اخبث شجر شجا للناطر و اكله للغاصب. الا و ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السله و الذله و هيهات منا الذله، يابي الله لنا ذلك و رسوله و حجور طابت و انوف حميه و نفوس ابيه من ان نوثر طاعه اللئام علي مصارع الكرام. الا و اني زاحف بهذه الاسره علي قله العدد و خذلان الناصر».

ثم اوصل عليه السلام كلامه بابيات فروه بن مسيك المرادي [5] :



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نغلب فغير مهزمينا



و ما الموت رفع عن اناس

كلاكله اناخ باخرينا



فلو خلد الملوك اذا خلدنا

و لو بقي الكرام اذا بقينا



فقل للشامتين بنا افيقوا

سيلقي الشامتون كما لقينا



«ثم ايم الله يلبثون بعدها الا كريث ما يركب الفرس حتي تدور بكم دور الرحي و تقلق بكم قلق المحور، عهد عهده الي ابي عن جدي صلي الله عليه و اله و سلم، فاجمعوا امركم و شركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمه ثم اقضوا الي و لا تنظرون، ني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دابه الا هو اخذ بناصيتها ان ربي


علي صراط مستقيم. اللهم احبس عنهم قطر لسماء و ابعث اليهم سنين كسني يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كاسا مصبره، فانهم كذبونا و خذلونا، و انت ربنا عليك توكلنا و اليك المصير».

(بيان):

قوله عليه السلام «تبا لكم». نصبه علي المصدر باضمار فعل، اي الزمكم الله هلاكا و خسرانا. قال بعض اللغويين: تب تبا قطعه و اهلك، يقال تبا له اي الزمه الله هلاكا.

قوله عليه السلام «ترحا». الترح محركه: الهم و الحزن. و في المجمع: هو الهلاك و الانقطاع. و هو ايضا منصوت علي المصدريه باضمار الفعل. و في نسخه «تعسا» بدل ترحا، من تعسه و اتعسه اي اشقاه و اهلكه. و في المجمع: التعس الهلاك و العثار و السقوط و الشر و البعد و الانحطاط، و تعسا له اي الزمه الله هلاكا.

قوله عليه السلام «و الهين». اي متحيرين ذاهبين عقولهم، من الوله حال من ضمير الجمع.

قوله عليه السلام «فاصرخناكم». اي اجبنا صراخكم و استغاثتكم.

قوله عليه السلام«موجفين» من اوجف، اي عدا مسرعا يقال اوجف الفرس جعله يعدو عدوا سريعا، حال من ضمير اصرخنا. و في بعض النسخ «مستعدين» من الاستعداد. و في بعضها «مودين» اي مهيئين، يقال فلان مود، اي شاكي السلاح.

قوله عليه السلام «سللتم». اي اخرجتم، من سل كذا من كذا اي اخرج- قاله في المجمع.

قوله عليه السلام «سيفا لنا في ايديكم». و في بعض النسخ ايدينا، و في بعض


النسخ سللتم لن سيفا في رقابنا.

قوله عليه السلام «و حششتم». اي اوقدتم، من حششت النار احتشاشا اي اوقدتها، و اصله من جمع الحشيش للايقاد.

قوله عليه السلام «اقتدحناها». و في نسخه اججناها و في نسخه اضرمناها، و في بعض النسخ: و حسستم علينا نار الفتن خباها عدوكم و عدونا، من خبا اي جمع، يعني جمعها عدونا و عدوكم.

قوله عليه السلام «البا». بكسر الهمزه و فتحها، من قولهم «هم علي الب» اي مجتمعون عليه بالظلم و الجور و العدوان- قاله في القاموس. وفي بعض النسخ: البا علي اوليائكم ويدا لاعدائكم.

قوله عليه السلام «و لا امل اصبح لكم فيهم». و في جمله من النسخ بعد قوله «لكم فيهم»: الا الحرام من الدنيا انالوكم و خسيس عيش طمعتم فيه من غير حدث كان منا و لا راي ثقيل لنا. الثقيل ان الضعيف، من ثقل الراي اخطا و ضعف.

قوله عليه السلام «فهلا لكم الويلات». هلا يحتمل ان يكون بفتح الاول و تنوين الثاني فتكون كلمه ضجر، و يحتمل ان تكون من هل هلا بمعني اشتد. و علي الاول و فالظرف خبر مقدم، و علي الثاني متعلق بهلا باعتبار عامله و هو المصدر، اي اهل هلا لكم الويلات.

قوله عليه السلام «مشيم». بفتح الميم من شام السيف اذا غمده. و في جمله من النسخ قبل قوله «و السيف مشيم» اذ كرهتمونا و تركتمونا و تجهزتمونا و السيف مشيم اي مغمد.

قوله عليه السلام «و تجهزتمونا». اي تهياتم لحربنا. و في بعض النسخ


«و تجهز تموها» و لعله سهو من الناسخ.

قوله عليه السلام «و الجاش». الجاش رواغ الكلب اذا اضطرب عند الفزع- قاله في القاموس.

قوله عليه السلام «طامن». في القاموس: الطامن الساكن.

قوله عليه السلام «لا يستحصف». استحصف يحتمل ان يكون من حصف الشي ء بالحاء و الصاد المهملتين من حصف الشي ء اي جمعه، و يحتمل ان يكون من حضف بالضاد المعجمه من حصف اذا غلط و اشتبه، و المعني رايكم علي اعانتي لم يستحكم فلم عجلتم و ارسلتم الي.

قوله عليه السلام «الدبا». بفتح الدال و تخفيف الباء: الجراد الصغير. و في بعض النسخ «اسرعتم الينا» بدل اليها كطير الذباب.

قوله عليه السلام «و تداعيتم اليها». في بعض النسخ: و تهافتم.

قوله عليه السلام «فسحقا لكم» وفي بعض النسخ فبعدا و سحقا و قبحا لطواغيت هذه الامه.

قوله عليه السلام «كتهافت الفراش». الفراش بالفتح و تخفيف الراء جمع فراشه، و هي صغار البق. و قيل شبيهه بالبعوضه تتهافت في النار لضعف ابصارها- قاله في المجمع.

قوله عليه السلام «يا عبيد الامه». الامه بضم الالف و تشديد الميم، قال في المجمع: و يقال لكل جنس من الحيوان امه، و منه الخبر «لولا ان تكون الكلاب امه من الامم لامرت بقتلها». فالمعني يا عبيد الحيوان او خصوص الكلاب و لا يخفي لطفه، او بمعني طائفه و اللام للعهد، فالمعني يا عبيد بني اميه يقرا بفتح الهمزه و الميم فيحتاج الي عنايه، ماخوذه من قوله صلي الله عليه و اله و سلم «ذل قوم


تملكهم امه» فهي كنايه عن الذل.

قوله عليه السلام «شذاذ».بضم الشين و تشديد الذال كرمان: الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم. و في بعض كتب اللغه: الشذاذ من الناس القليلون او الغرباء. و في بعض النسخ: و بقيه الاحزاب.

قوله عليه السلام «و نبذه الكتاب». فنبذوه وراء ظهورهم.

قوله عليه السلام «ومحرفي الكتاب» يحرفون الكلم عن مواضعه.

قوله عليه السلام «و عصبه الاثام» العصبه بضم العين فالسكون الجماعه من الرجال و الجمع عصب كغرفه و غرف و سميت بذلك اخذا من الشد، كانه يشد بعضهم بعضا شد الاعصاب و هي اطناب المفاصل- قاله في المجمع. و المعني قوم جمعوا و يشد بعضهم بعضا في الاثام و في بعض النسخ عصبه الاثام بفتحتين جمع عاصب ككفره جمع كافر، من عصبه الرجل اي بنوه و قرابته، و المعني بنو الاثام كبني غيله، و كانهم من شده الاثم و كثرته صاروا كبنيه.

قوله عليه السلام «و نفثه الشيطان». اي ينفث فيهم بالوساوس. و في المجمع النفث شبيه بالنفخ، و هو اقل من التفل، لان التفل لا يكون الا و معه شي ء من الريق و النفث نفخ لطيف بلا ريق. و في الدعا «اعوذ بك من نفث الشيطان» هو ما يلقيه في قلب الانسان و يوقعه في باله مما يصطاده به و نفث الشيطان علي لسانه: اي القي فتكلم. و في بعض النسخ: و بقيه الشيطان.

قوله عليه السلام «و مطفي ء السنن». و في جمله من الكتب بعد هذه الكلمه: و قتله اولاد الانبياء، و مبيدي عتره الاوصياء و موذي المومنين و ملحقي العهره بالنسب و مواخي المستهزئين الذين جعلوا القران عضين لبئس ما قدمت


انفسهم ان سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون [6] و اليتم ابن حرب و اشياعه [7] .

قوله عليه السلام «ملحقي العهره». من عهر المراه و عاهرها من باب منع: اي اتاها للفجور.

قوله عليه السلام «اهولاء تعضدون». و في بعض النسخ: تقصدون.

قوله عليه السلام «و عنا تخاذلون». و في بعض النسخ و ايانا بدل و عنا، و تتخاذلون بدل تخاذلون.

قوله عليه السلام «غدر فيكم قديم». بالغين المعجمه. و في بعض النسخ بعده: و الخذل منكم معروف.

قوله عليه السلام «و شجت عليه اصولكم». الوشيجه عرق الشجره، و شجت تشج و شجا الاغصان. يعني اصولكم غصنت و عرقت و ورقت علي الغدر و التخاذل.

قوله عليه السلام «و تازرت عليه فروعكم». اي عليه و اعانت، او من لبس الازار، اي تلبسوا الازار عليه فروعكم او من ازر بمعني احاط.

قوله عليه السلام «و كنتم اخبث شجر شجي للناطر». و في بعض النسخ: اخبث ثمر شجر شجر شجي. الشجي بالفتح فالسكون: الهم و الحزن و الناطر بالطاء المهمله، و الناطور حافظ الكرم و النخل اعجمي- قاله في القاموس.

و في من النسخ بعد قوله «و اكله للغاصب»: لا لعنه الله علي الظالمين الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليه كفيلا، فانتم و الله هم.


قوله عليه السلام «قد ركز». من ركز الرمح اي اثبته، يعني الدعي ابن الدعي يعني زياد بن ابيه قد اقامني، و في روايه السيد و بعض «ركن» [8] بالنون من ركن اليه اي مال. و في نسخه الاحتجاج: قد تركني.

قوله عليه السلام «السله». من سل من سل السيف اخراجه من الغمد.

قوله عليه السلام «حجور طابت». الحجور بمعني البيوت كما في قوله تعالي (و ربائبكم اللاتي في حجوركم) [9] اي في بيوتكم، و في بعض النسخ «و حجر طهرت» الحجر الحاء المهمله و فتح الجيم المعجمه بمعني الغرفه اي غرف طهرت. و في بعض النسخ «جدود طهرت» و هو جمع الجلد.

قوله عليه السلام «زاحف» بالزاي المعجمه، من الزحف اي الجهاد و لقاء العدو في الحرب. الزحف الجيش يزحفون الي العدو، اي يمشون و في بعض النسخ راجف بالراء المهمله و الجيم من رجف اي تحرك و اضطرب و يقال ارجفوا في شي ء اي خاضوا فيه.

قوله عليه السلام «الاسره». بضم الالف وزان غرفه: رهط الرجل و عشيرته و اهل بيته- قاله في المجمع.

قوله عليه السلام «مع قله العدد» و في بعض النسخ «علي» بدل مع، و في بعضه: و كثره العدو.

قوله عليه السلام «و خذله الناصر». في بعض النسخ «خذلان الناصر». الخذلان بالكسر: ترك العون و النصر و كذلك الخذل، يقال خذله خذلا اذا ترك عونه و نصرته.


قوله عليه السلام «المسيك». بضم الميم و فتح السين.

قوله عليه السلام «مما ان طبنا». ما نافيه و ان زائده لقاعده متي اجتمعت ما و ان فالمتاخر منهما زائد و الطب بمعني الفتور في الامر كما في القاموس او بمعني العاده كما في غيره، و المعني ان فتورنا في الحرب ليس جبنا او انا لم نقتل في الحرب بسبب الجبن، بل عادتنا انه اذا حضر منايانا و دوله آخرينا. و قال الفاضل المعاصر: الطب البلد. و لم ار من ذكره و الاظهر ما نقلناه عن القاموس المعني الثاني و الثالث يحتاجان الي عنايه. فتدبر.

قوله عليه السلام «سروات». جمع سروه بمعني المروه و الشرف

قولث عليه السلام «كريث مات يركب الفرس». في المجمع: الريث الاستبطاء. و قال غيره الريث مقدار المهله من الزمن، يقال امهله ريثما فعل ذلك، اي مقدار ما فعل ذلك و المعني انكم لا تلبثون الا مقدار ما صار الفرس قابلا للركوب.

بابي هو و امي هذا من الملاحم و الاخبار بالمغيبات اذ لا يمكن ان يركب الفرس الا بعد مضي عمره الي ثلاث سنين و حينئذ يصلح للركوب و بعده الي اربع سنين و يركب كاملا. و المعني ان لبثكم بعد قتلي الي ثلاث سنين و هي سني ركوب الفرس. و راس ثلاث سنين كان بدء ظهور المختار بن ابي عبيد الثقفي و بعد اربع سنين من قبله دار بهم المختار دور الرحي و تسلط عليهم سامهم كاسا مصبره، اي ذات صبر.

ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير.



پاورقي

[1] انظر مقتل ابي‏مخنف ص 85، الارشاد للمفيد ص 217، تاريخ الطبري 424:5، الاحتجاج ص 300، المناقب لابن‏شهر اشوب 108:4، اللهوف ص 37 و 42، بحارالانوار 5:25.

و انظر ايضا کشف الغمه 267:2، نفس المهموم ص 241، لواعج الاشجان ص 127.

[2] يوما جريدا: متفرغا للامر مجدا فيه.

[3] مقتبس من سوره يونس: 10 و سوره الاعراف: 196.

[4] مقتبس من سوره الدخان: 20 و سوره غافر: 27.

[5] فروه بن مسيک بن الحارث الغطيفي المرادي، صحابي يميني من الولاه، توفي نحو سنه 30 (الاعلام للزرکلي) 143:5.

[6] مقتبس من سوره الحجر 91 و سوره المائده: 80.

[7] يريد عليه‏السلام معاويه و يزيد و من و الاهما.

[8] في النسخه المطبوعه من اللهوف «رکز» کما في بقيه المصادر.

[9] سوره النساء 23.