بازگشت

القاها علي اصحابه


التي رواها جل العلماء و كل من صنف تصنيفا و الف تاليفا و ذكر فيه وقعه الطف من العامله و الخاصه، و اسند جل اصحبنا هذه الخطبه الي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، و نسبها بعض الي سكينه بنت الحسين عليه السلام و قال ابوالفرج في مقاتل الطالبيين: قال ابومخنف: حديثني عبدالرحمن بن جندب عن عقبه بن سمعان الكلبي- و ذكر الخطبه.

و في تاريخ الطبري: و قال ابومخنف: و حدثني ايضا الحارث بن حصيره عن عبدالله بن شريك العامري عن علي بن الحسين زين العابدين. و قال ايضا حدثنا عبدالله بن عاصم الفائشي- بطن من همدان- [1] عن الضحاك بن عبدالله المشرقي- و ذكر الخطبه.

و في اربعين الفاضل المعاصر القمي قال: روي الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب الهدايه باسناده عن ابي حمزه الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين عليه


السلام يقول- و ساق الخطبه. و الحسين بن حمدان و ان كان ضعيفا الا ان الشهره جابره لضعفه.

و بالجمله مضمون الخطبه اقوي دليل علي انها صادره من لسان الوحي و التنزيل، الا ان بين الناقلين اختلافا يسيرا، و نحن نذكر ما ذكره المفيد و ابوعلي القتال النيسابوري و السيد [2] و نشير الي مواضع الاختلاف و الزياده فنقول و اللفظ للفتال في روضه الواعظين قال:

و جمع الحسين اصحابه قرب المساء، قال علي بن الحسين عليه السلام: فدنوت منهم لاسمع ما يقول لهم و انا اذ ذلك مريض، فسمعت يقول لاصحابه:

«اثني علي الله احسن الثناء و احمده علي السراء و الضراء، اللهم اني احمدك علي ان اكرمتنا بالنوبه و علمتنا القرآن و فهمتنا في الدين [3] و جعلت لنا اسماعا و ابصارا و افئده فاجلعنا من الشاكرين [4] ».

«اما بعد، فاني لا اعلم اصحابا و لا اهل بيت ابر و لا اوصل من اصحابي و لا اهل بيتي [5] ، فجزاكم الله عني خيرا، الا و اني لاظن يوما لنا من هولاء الاعداء [6] غدا. الا و اني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتذخوه جملا [7] و ذروني مع هولاء القوم حتي يفرج الله عني،


فان القوم انما يطلبوني و لو قد اصابوني سهواعن طلب غيري [8] ، و في روايه الثمالي فقال لهم:

«يا اهلي و شيعتي اتخذوا هذا الليل جمالكم و انجوا بانفسكم فليس المطلوب غيري، و لو قتلوني ما فكروا فيكم، رحمكم الله، و انتم في حل وسعه من بيعتي و عهدي الذي عاهدتموني».

و في الخرائج مسندا عن سعد بن عبدالله عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كنت مع ابي في الليله التي قتل صبيحتها فقال لاصحابه:

«هذا الليل فاخذوه جملا، فان القوم انما يريدونني و لو قتلوني لم يتلفتوا اليكم، و انتم في حل وسعه».

فقالوا: لا و الله لا يكون هذا ابدا. قال: انكم تقتلون غدا كلكم لا يفلت منك رجل. [9] . قالوا: الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك. ثم دعا و قال لهم: ارفعوا رووسكم و انظروا. فجعلوا ينظرون الي مواضعهم و منازلهم من الجنه و هو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، و هذا قصرك يا فلان، و هذه درجتك يا فلان. فكان الرجل يتسقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل الي منزله من الجنه.

و فيه ايضا عن ابي عماره عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن اصحاب الحسين و اقدامهم علي الموت. فقال: انهم كشف الله عنهم الغطاء حتي راوا منازلهم من الجنه، فكان الرجل منهم يقدم علي القتل ليبادر الي حور العين و يعانقها و الي مكانه من الجنه.


و في تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام علي ما في الجلاء و غيره: قال الحسين عليه السلام لعسكره: انتم في حل من بيعتي، فالحقوا بعشائركم و مواليكم، و قا جعلتكم في حل من مبايعتي، فانكم لا تطيقونهم لتضاعف اعدادهم و قوادهم، و ما المقصود غيري فدعوني و القوم، فان الله عز و جل يعينني و لا يخليني من حسن نظره كعاداته في اسلافنا الطيبين. قال عليه السلام: فاما عسكره ففارقوه و اما اهله الادنون من اقربائه فابوا.

و في مروج الذهب [10] كان عسكره الف راكب و مائه راجل [11] فتفرقوا جميعا فلم يبق من عسكره الا اثنين و سبعين.

و قالت: سكينه: و لم يتم كلام ابي الا و تفرق من عسكره عشره عشره و عشرين عشرين و لم يبق الا نيف و سبعين.

قالت: ثم استعبرت و بكيت و توجهت الي الله فقلت: اللهم انهم خذلونا فاخذلهم و لا تجعل لهم دعاء مسموعا في السماء و لا تجعل لهم مسكنا في الارض و لا شرفا و سلط عليهم الفقر الي القبر و لا ترزقهم شفاعه جدنا يوم القيامه و استجب دعوه البكائين.

قاولا: و لما تم كلامه عليه السلام تكلم الاصحاب و بداهم العباس عليه السلام بما هو مذكور في ترجمتهم.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 418:5، و فيه جمله «بطن من همدان» ذکرت في هذا الموضع بعد نسبه المشرقي، و في سند ثان لموضوع آخر بعد الفائشي.

[2] الارشاد للمفيد ص 214، تاريخ الطبري 418:5. اللهوف ص 39، روضه الواعظين ص 183.

[3] و في جمله من الکتب «وفقهتنا في الدين» بدل فهمتنا.

[4] و في روايه الطبري: و لم تجلعنا مشرکين.

[5] و في مقاتل الطالبين: اللهم انک تعلم اني لا اعلم اصحابا خيرا من اصحابي و لا اهل بيت خيرا من اهل بيتي، و في تاريخ الطبري: فاني لا اعلم اصحابا اولي و لا خيرا من اصحابي و لا اهل بيت ابر و لا اوصل من اهل بيتي، و مثله في الارشاد.

[6] و في الطبري: فجزاکم الله عني جميعا خيرا، الا و اني اظن يومنا من هولاء الاعداء.

[7] و في تاريخ الطبري و اللهوف: ثم لياخذ کل رجل منکم بيد رجل من اهل بيتي ثم تفرقوا في سواد هذا الليل.

[8] و في اللهوف: انهم لا يريدون غيري. و في مقاتل الطالبين: فقد ابرتم و عاونتم و القوم لا يريدون غيري و لو قتلوني لم يبتغوا غيري احدا فاذا جنکم الليل في سواده و انجوا بانفسکم.

[9] الخرائج و الجرائح 254:1 مع اختلاف في الالفاظ، و نصه في ج 847:2.

[10] مروج الذهب 61:3، و عنه بنصه في البحار 74:45.

[11] في المروج: و هو في مقدار خمسمائه فارس من اهل بيته و اصحابه و نحو مائه راجل.