بازگشت

الامام الحسين في زمان معاوية


حينما فارق الامام الحسن عليه السلام الحياة انتقلت امامة الشيعة، لأخيه الامام الحسين عليه السلام، اتباعا لنص النبي صلي الله عليه و آله و سلم و وصية أميرالمؤمنين عليه السلام، و عين من قبل الله، قائدا و اماما للأمة.

و رأي الامام الحسين عليه السلام معاوية، مستوليا علي زمام الخلافة الاسلامية، معتمدا في ذلك علي القوة الكامنة في الاسلام، و هو يبذل أقصي جهوده الجهنمية، و بشتي الأساليب العدوانية، في هدم أسس الأمة الاسلامية، و التعاليم الالهية، و كانت هذه الدولة الهدامة الجوفاء تغيض الامام الحسين عليه السلام، و تؤلمه بشدة، و لكن لم يتمكن من مواجهتها بالقوة، و تحشيد القوي، لضربها، و عزل معاوية عن مسند الخلافة الاسلامية، كما عاش أخوه الامام الحسن عليه السلام ظروفا مشابهة لما يعيشه.

كان الامام الحسين عليه السلام علي علم، بأنه لو أظهر نواياه و طموحاته، و عمل علي تجميع القوي و تحشيدها، و السعي في خرب الدولة الأموية، فانه سوف يقتل، قبل القيام بأية انتفاضة أو تحرك


فاعل، لذلك اضطر للسكوت و الصبر علي مضيض، متألما من واقعه الموجع، و أنه لو تحرك سوف يقتل، دون أن يؤدي قتله الي أية نتيجة فاعلة، و من هنا عاش كما عاش أخوه خلال حياة معاوية، و لم يرفع لواء المعارضة الواسعة الشديدة بوجه حكم معاوية، سوي بعض الاعتراضات التي كان يوجهها لبيئة معاوية الفاسدة، و أعماله و ممارساته المنحرفة، و يبعث الأمل بين الجماهير في مستقبل قريب، و أنه سيقوم بعمل مثمر فاعل، و خلال المدة التي كان معاوية يطالب فيها الناس بالبيعة ليزيد، كان الامام الحسين عليه السلام يقف موقف المعارضة الصارمة، و لم يستسلم لبيعة يزيد أبدا، و رفض ولاية عهده، و أحيانا كان يوجه لمعاوية خطابا شديد اللهجة، أو يبعث اليه رسالة ثائرة.

و لم يصر معاوية علي مطالبته بالبيعة ليزيد، و بقي الامام الحسين عليه السلام كذلك، الي أن مات معاوية. [1] .


پاورقي

[1] رجال الکشي، ص 50، کشف الغمة، ج 2، ص 206.