بازگشت

الحسين مع أبيه


أمضي الحسين عليه السلام ستة أعوام من عمره مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و حين ودع الرسول صلي الله عليه و آله و سلم هذه الحياة، عاش مع أبيه ثلاثين عاما، ذلك الأب الذي لم يحكم الا بالعدل و الانصاف، و لم يعش الا بالطهارة و العبودية، و لم ير الا الله، و لم يطلب، و لم يشهد الا الله، و ذلك الأب الذي لم توفر له الظروف الصعبة القاسية التي عاشها خلال خلافته الهدؤ و الاستقرار، كما آذوه حين اغتصاب خلافته.

و الامام الحسين عليه السلام خلال هذه المدة الطويلة الصعبة، كان مطيعا بقلبه و روحه، لأوامر أبيه و توجيهاته، و في السنوات التي تولي بها الامام علي عليه السلام الخلافة الظاهرية الصورية، كان الحسين عليه السلام جنديا مقاتلا فدائيا كأخيه، و بذل أقصي جهوده في سبيل تحقيق الأهداف الاسلامية، و ساهم في معارك الجمل و صفين و النهروان. [1] .

و بذلك كان مدافعا عن أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام، و كان أحيانا، يندد أمام الرأي العام بمغتصبي الخلافة.

و أبان خلافة عمر، دخل الامام الحسين عليه السلام يوما المسجد، فرأي الخليفة الثاني علي منبر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم يخطب، و بلا تردد، ارتقي الامام الحسين عليه السلام المنبر، و هتف: «انزل عن


منبر أبي...» [2] .


پاورقي

[1] الاصابة، ج 1، ص 333.

[2] تذکرة الخواص لابن‏الجوزي، ص 234؛ الاصابة، ج 1، ص 333، و کما ذکر المؤرخون بأن هذه الواقعة حدثت، و کان عمر الامام عليه‏السلام عشر سنوات.