بازگشت

استشهاد الامام الحسين


لم يبقَ مع الإمام الحسين(عليه السلام) سوي أخيه العباس الذي تقدم إليه يطلب منه الإذن في قتال القوم فبكي الحسين وعانقه ثم أذن له فكان يحمل علي أهل الكوفة فينهزمون بين يديه كما تنهزم المعزي من الذئاب الضارية وضجّ أهل الكوفة من كثرة من قتل منهم، ولما قتل قال الحسين(عليه السلام): «الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي» [1] .

وفي رواية اُخري: ان الإمام الحسين(عليه السلام) اتجه الي نهر الفرات وبين يديه أخوه العباس فاعترضته خيل ابن سعد ـ لعنه الله ـ وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولاتمكّنُوهُ من الماء، فقال الحسين(عليه السلام): اللهم أظمئه، فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه فانتزع الحسين(عليه السلام) السهم و بسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمي به ثم قال: «اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك»، ثم رجع إلي مكانه وقد اشتد به العطش وأحاط القوم بالعبّاس(عليه السلام) فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل رحمة الله عليه [2] .

ونظر الحسين(عليه السلام) الي ما حوله، ومدّ ببصره إلي أقصي الميدان فلم يرَأحداً من أصحابه وأهل بيته إلاّ وهو يسبح بدم الشهادة، مقطّعَ الأوصال والأعضاء.

وهكذا بقي الإمام(عليه السلام) وحده يحمل سيف رسول الله(صلي الله عليه وآله) و بين جنبيه قلب علي (عليه السلام) وبيده راية الحق البيضاء، وعلي لسانه كلمة التقوي.


پاورقي

[1] سيرة الائمّة الاثني عشر: 2 / 77، بحار الأنوار: 45 / 440، المنتخب للطريحي: 431.

[2] الإرشاد: 2 / 109.