بازگشت

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر


لقد كان غياب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نتيجة طبيعية لتولّي الزعامة المنحرفة، وقد حدث هذا تحت عناوين متعدّدة منها: لزوم إطاعة الوالي وحرمة نقض بيعة تمّت حتي لو كانت منحرفة، وكذلك حرمة شقّ وحدة الكلمة، وقد وصف الإمام(عليه السلام) هذه الحالة بقوله: «ألا ترون أنّ الحقّ لا يُعمل به وأنّ الباطل لا يُتناهي عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله» [1] لذا تطلّب الأمر أن يبرز ابن النبيّ(صلي الله عليه وآله) للجهاد وهو يحمل السيف في محاولة لإعادة الحقّ الي نصابه من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أدلي (عليه السلام) بذلك في وصيّته لأخيه محمد بن الحنفية حين كتب له: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي اُريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر».

إنّ الإصلاح المقصود هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كلّ جوانب الدين والحياة، وقد تحقّق ذلك من خلال النهضة العظيمة التي قام(عليه السلام) بها فكانت الهداية و الرعاية للبشر دينياً ومعنوياً وإنسانياً واُخروياً بمقتله وشهادته، وتلك النهضة التي عليها تربّت أجيال من الاُمّة، وتخرّجت من مدرستها الأبطال والصناديد، ولا زالت وستبقي المشعل الوضّاء ينير درب الحقّ والعدل والحرية وطاعة الله إلي يوم القيامة.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 5/403.