بازگشت

حكومة معاوية و دورها في تشويه الاسلام


أمسك معاوية والطغمة الفاسدة من بني اُميّة بزمام الحكم، وأكملوا بذلك الانحراف الذي حصل من السقيفة، حيث حوّل معاوية الخلافة إلي ملك عضوض مستبدّ، حين صرّح بعدائه للاُمة الإسلامية واعترف بعدم رضي الاُمّة به حاكماً بقوله: والله ما ولّيتها ـ أي الخلافة ـ بمحبّة علمتها منكم ولا مسرّة بولايتي ولكن جالدتكم بسيفي [1] .

ولكنّ معاوية والتيار الذي تزعّمه واجه عقبةً كؤوداً، هي تطبيق الإمام عليّ(عليه السلام) لأحكام الشريعة الإسلامية بصورتها الصحيحة. مضافاً إلي أ نّه لم يترك الاُمّة حتي عمّق العقيدة في النفوس، فأحبّته الجماهير ـ وخصوصاً أهل العراق ـ وكان في ذلك حريصاً علي الرسالة والاُمّة الإسلامية ومفنّداً مزاعم أرباب السقيفة حين عبّر أبو بكر عن عجزه واعتذر عن كثرة أخطائه بقوله: فإني قد وُلّيت عليكم ولست بخيركم [2] فإنّ هذا الاعتذار قد يفهم منه عدم إمكان التطبيق التام للشريعة الإسلامية. ولكنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) قد قدّم النموذج الحيّ للقيادة الكفوءة الواعية والمعصومة بعد الرسول(صلي الله عليه وآله)، فكانت الاُمّة المسلمة تتوقّع قائداً كعليّ بن أبي طالب(عليه السلام).

ولكن معاوية شرع في تشويه هذه القيم الإسلامية ومحاربة القوي المتعاطفة مع أهل البيت(عليهم السلام) وهدم كلّ ما بناه الإمام عليّ(عليه السلام) في الاُمّة الإسلامية من قيم فتفقد إرادتها ويموت ضميرها لئلاّ تكون قادرة علي مواجهة أهواء الحكّام المخالفة للدين الحنيف. لقد أعلن معاوية ـ منذ أوّل خطوة ـ أنّ هدفه الأساس هو استلام زمام الحكم حتّي لو اُريقت من أجله دماء المسلمين المحرّمة بكلمته المعروفة: والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم [3] .


پاورقي

[1] تأريخ الخلفاء: 71.

[2] المصدر السابق.

[3] شرح نهج البلاغة: 4 / 16.