بازگشت

حرص الامام علي علي سلامة الحسنين


قاتل الإمام الحسين(عليه السلام) في معركة صفّين كما قاتل في معركة الجمل، مع أنّ بعض الروايات أفادت بأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يمنع الحسنين (عليهما السلام) من النزول الي ساحة القتال خشية أن ينقطع نسل رسول الله(صلي الله عليه وآله)؛ إذ كان(عليه السلام) يقول: إملكوا عنّي هذا الغلام لا يَهُدَّني، فإنّني أنفسُ بهذين ـ يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) ـ علي الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلي الله عليه وآله) [1] .

وجاء في نصوص اُخري أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يبعث ابنه محمّد ابن الحنفية الي ساحات القتال مرّات عديدة دون أن يسمح للحسنين(عليهما السلام) بذلك، وقد سئل ابن الحنفية عن سرّ ذلك فأجاب: «إنّهما عيناه وأنا يمينه فهو يدفع عن عينه بيمينه» [2] ويعكس هذا الجواب مدي ما كان يحظي به الحسنان عند الإمام علي(عليه السلام).

وتفيد الأخبار بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ظلّ مع أبيه بعد صفّين أيضاً في جميع الأحداث مثل قضية التحكيم ومعركة النهروان.

ومعلوم أنّ الأحداث التي عايشها الإمام الحسين مع أبيه(عليهما السلام) كانت مأساوية ومرّة جدّاً، وقد بلغت المأساة ذروتها عندما تآمر الخوارج علي قتل أسمي نموذج للإنسان الكامل ـ بعد رسول الله(صلي الله عليه وآله) ـ أي عندما ضرب المجرم عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي إمامه أمير المؤمنين(عليه السلام) علي رأسه بالسيف وهو في محراب العبادة.


پاورقي

[1] نهج البلاغة: من کلام له (عليه السلام) في بعض أيام صفّين، وقد رأي ابنه الحسن يتسرّع الي الحرب. باب خطب أمير المؤمنين: 207.

[2] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: 1 / 118.