بازگشت

حماسة ابي الفضل العباس قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين


كان سيدنا العباس رجلا جميلا وسيما، صلب الايمان نافذ البصيرة جاهد مع ابي عبدالله، و ابلي بلاء حسنا، و مضي شهيدا، كما عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام.

خرج يوم الطف يطلب الماء لاولاد اخيه و اصحابه، فحمل العدو عليه و حمل هو علي القوم؛ و جعل يقول:



لا ارهب الموت اذالموت رقي

حتي اواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

اني انا العباس اغدوا بالسقا



و لا اخاف الشي ء يوم الملتقي [1] .

ثم حمل علي الميمنة و الميسرة، و قتل ثمانين نفرا من الاعداء و ارتجز بهذه الابيات.



اقاتل القوم بقلب مهند

اذب عن سبط النبي احمد



اضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني انا العباس ذوالتودد

نجل علي المرتضي المؤيد



فهزم القوم و دخل الشريعة و ارادان يشرب الماء فذكر عطش اخيه الحسين فصب الماء علي الماء و خرج منها قائلا.



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا كنت ان تكوني



هذا حسين شارب المنون

و تشربين بارد العين



هيهات ما هذا فعالي ديني

و لا فعال صادق اليقين [2] .




فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة و عاونه حكيم بن طفيل، فضربه علي يمينه و قطعه، فاخذ السيف بشماله، و حمل عليهم، و هو يرتجز.



والله ان قطعتم يميني

اني احامي ابدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الامين



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم ابن طفيل الطائي من وراء نخلة؛ فضربه علي شماله فقال.



يا نفس لا تخش من الكفار

و ابشري برحمة الجبار



مع النبي سيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يسار



فاصلهم يارب حر النار

قتله الحكيم بن طفيل فلما راه الحسين مصرعا علي شط الفرات بكي و قال: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي، و انشد.



تعديتم يا شر قوم ببغيكم

و خالفتموا قول النبي محمد



اما كان خير الرسل وصاكم بنا

اما نحن من نسل النبي المسدد



اما كانت الزهراء امي دونكم

اما كان من خير البرية احمد



لعنتم و اخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد



تقدمت تلك الابيات في ضمن اشعار ابي عبدالله الحسين و ابيات من بعض احفاد سيدنا العباس في حق جده.

و اختم حماسة بما قال الشاعر و قد تقدم ايضا



بذلت ايا عباس نفسا نفيسة

لنصر حسين عز بالنصر من مثل



ابيت التذاذ الماء قبل التذاذه

فحسن فعال المرء فرع من الاصل



فانت اخو السبطين في يوم مفخر

و في يوم بذل الماء ابوالفضل




پاورقي

[1] المناقب ج 4 ص 109.

[2] الناسخ ج 2 ص 347.