بازگشت

حماسة علي الاكبر ابن الامام الحسين الشهيد


كان رضي الله عنه اشبه الناس برسول الله خلقا و خلقا و منطقا و نعم ما قال الشاعر في حقه:



ذكروا بطلعته النبي فهللوا

لما بدابين الصفوف و كبروا



فافتن فيه الناظرون فاصبع

يؤمي اليه بها و عين تنظروا



و لما خرج الي القوم، قال الحسين عليه السلام اللهم اشهد علي هؤلاء القوم فقد برز اليهم غلام اشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك و كنا اذا اشتقنا الي نبيك، نظرنا الي وجهه، ثم قال: يابن سعد: مالك قطع الله رحمك، و لا بارك الله في امرك، و سلط عليك من يذبحك بعدي علي فراشك، كما قطعت رحمي، ثم تلا هذه الآية بصوت عال.

ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [1] .


و كان يرتجز يوم قتل بتلك الابيات



انا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله اولي بالنبي



تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

اضرب بالسيف احامي عن ابي



ضرب غلام هاشمي قرشي [2] .

و في المناقب قتل سبعين رجلا، ثم رجع الي ابيه و قد اصابته جراحات، فقال: يا ابة العطش، فقال الحسين: يسقيك جدك، فكر علي القوم، و هو يقول:



الحرب قد بانت لها الحقائق

و ظهر من بعدها مصادق



و الله رب العرش لا نفارق

جموعكم او تعمد البوارق [3] .



فلما قتل، نادي يا ابتاه هذا جدي رسول الله، قد سقاني بكاسه الأوفي شربة، لا اظمأ بعدها، و هو يقول: العجل العجل، فان لك كأسا مذخورة.

فجاء الحسين عليه السلام و وقف عليه، و قال قتل الله قوما قتلوك، ما اجرأهم علي الرحمن و علي رسوله، و علي انتهاك حرمة الرسول.

ثم قال: علي الدنيا بعدك العفا [4] .


پاورقي

[1] ناسخ التواريخ ج 2 ص 234 الطبع الجديد.

[2] ارشاد المفيد ص 220 طبع اصفهان.

[3] المناقب ج 4 ص 109.

[4] ناسخ التواريخ، نفس المهموم ص 164.