بازگشت

خطبته و احتجاجه يوم عاشوراء علي رواية ابن كثير


روي ابن كثير في كتابه البداية و النهاية كلاما للامام عليه السلام في موعظة اعدائه يشبه بما تقدم و يتحد معه في كثير من الجملات و لكنه تختلف في قسم منها، احببت ان افرده بالذكر حتي يتأمل في مفاده.

فقال عليه السلام ايها الناس اسمعوا مني نصيحة اقولها لكم فانصت الناس كلهم فقال بعد: حمد الله و الثناء عليه.

ايها الناس ان قبلتم مني و انصفتموني كنتم بذلك اسعد و لم يكن لكم علي سبيل و ان لم تقبلوا مني فاجمعوا امركم و شركائكم ثم لا يكن امركم بينكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين.

فلما سمع ذلك اخواته و بناته ارتفعت اصواتهن بالبكاء فقال عند ذلك: لا يبعد الله ابن عباس، يعني حين اشار اليه ان لا يخرج بالنساء معه و يدعهن بمكة الي ان ينتظم الامر، ثم بعث اخاه العباس فسكتهن ثم


شرع يذكر للناس فضله و عظمة نسبه و علو قدره و شرفه و يقول:

راجعوا انفسكم و حاسبوها هل يصلح لكم قتل مثلي و انا ابن بنت نبيكم و ليس علي وجه الارض ابن بنت غيري، و علي ابي و جعفر ذوالجناحين عمي و حمزة سيد الشهداء عم ابي و قال لي رسول الله و لاخي هذان سيدان شباب اهل الجنة فان صدقتموني بما اقول فهو الحق فوالله ما تعمدت كذبة منذ علمت ان الله يمقت علي الكذب و الا فاسألوا اصحاب رسول الله عن ذلك جابر بن عبدالله و اباسعيد و سهل بن سعد و زيد بن ارقم و انس بن مالك يخبرونكم بذلك و يحكم اما تتقون الله اما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي.

فقال عند ذلك شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد الله علي حرف ان كنت ادري ما يقول فقال له حبيب بن مظاهر: والله يا شمر انك لتعبد الله علي سبعين حرفا و اما نحن فوالله انا لندري ما يقول و انه قد طبع علي قلبك ثم قال عليه السلام:

ايها الناس ذروني ارجع الي مأمني من الارض فقالوا و ما يمنعك ان تنزل علي حكم بني عمك فقال عليه السلام: معاذ الله اني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.

ثم اناخ راحلته و امر عقبة بن سمعان فعقلها ثم قال عليه السلام:

اخبروني اتطلبوني بقتيل لكم قتلته او مال لكم اكلته او بقصاصة من جراحة.

قال الراوي فاخذوا لا يكلمونه قال: فنادي عليه السلام يا شبث بن ربعي يا حجار بن ابجر يا قيس بن الاشعث يا زيد بن الحارث الم تكتبوا الي انه قد اينعت الثمار و اخضر الجنات فاقدم علينا فانما تقدم علي جند مجندة فقالوا له: لم نفعل فقال عليه السلام: سبحان الله والله لقد فعلتم.


ثم قال عليه السلام: ايها الناس اذ قد كرهتموني فدعوني انصرف عنكم، فقال له قيس الاشعث: الا تنزل علي حكم بني عمك فانهم لن يؤذوك و لا تري منهم الا ما تحب فقال له الحسين:

انت اخو اخيك اتريد ان تطلبك بنوهاشم باكثر من دم مسلم لا والله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل و لا اقرلهم اقرار البعيد.