خطبة فائقة وحجة بالغة
يظهر من اللهوف انها اول خطبة خطبها بعد ما اشتري عبيدالله بن زياد، من عمر بن سعد آخرته بدنياه و ولاه الحرب مع الحسين عليه السلام فلباه و خرج في اربعة آلاف فارس، و ضيق علي الامام الشهيد، حتي نال منه العطش و من اصحابه، فقام عليه السلام، و اتكأ علي سيفه، و نادي باعلي صوته فقال:
انشدكم الله هل تعرفونني، قالوا: نعم، انت ابن رسول الله و سبطه.
انشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله هل تعلمون ان ابي علي بن ابيطالب قالوا: اللهم نعم،
انشدكم الله هل تعلمون ان امي فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفي؛ قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله: هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد اول نساء هذه الامة اسلاما، قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله هل تعلمون ان حمزة سيد الشهداء عم ابي قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله، هل تعلمون ان الطيار في الجنة عمي، قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله: لقد ضاع شعري علي بابكم، هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله انا متقلده، قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله (ص) انا لابسها قالوا: اللهم نعم.
انشدكم الله، هل تعلمون ان عليا اول القوم اسلاما، و اعلمهم علما و اعظمهم حلما، و انه ولي كل مؤمن و مؤمنة، قالوا اللهم نعم.
قال عليه السلام فبم تستحلون دمي، و ابي الذائد من الحوض؛ يذود عنه رجالا، كما يذاد البعير الصادر عن الماء، و لواء الحمد بيد جدي يوم القيمة.
قالوا: قد علمنا ذلك كله، و نحن غير تاركيك حتي تذوق الموت عطشا.
فلما خطب الخطبة، و سمعتها اخته زينب و بناته، بكين و ندبن و ارتفعت اصواتهن، فوجه عليه السلام اليهن اخاه العباس و عليا ابنه، و قال لهما: سكتاهن، فلعمري ليكثرن بكاهن. [1] .
پاورقي
[1] اللهوف ص 38.