بازگشت

خطبته بعد صلاة العصر


و لما كان وقت العصر امر الحسين اصحابه ان يتهيئوا للرحيل ففعلوا ثم امر مناديه فنادي بالعصر فاقام فاستقدم الحسين فصلي بالقوم ثم سلم و انصرف اليهم بوجهه فحمد الله و اثني عليه ثم قال:

اما بعد، ايها الناس، فانكم ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لاهله يكن ارضي لله عنكم، و نحن اهل بيت محمد اولي بولاية هذا الامر عليكم


من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالجور و العدوان، و ان ابيتم الا الكراهية لنا، و الجهل بحقنا، و كان رأيكم الان غير ما اتتني به كتبكم، و قدمت به علي رسلكم، انصرفت عنكم. [1] .

و تلك الخطبة التي خطب بها الامام الشهيد عليه السلام مرتين، الاولي في ذي حسم مخاطبا للحر و اصحابه، و مرة ثانية يوم عاشوراء بعد ما انصرف عن صلوته كما عن الخوارزمي، لم يكن الا اتماما للحجة، و اضائة للمحجة، ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة، لا لانه عليه السلام لم يكن عالما بعواقب امره و انقلب الامر عليه، و ندم و قصد الانصراف، كما توهمه بعض، كيف و قد خطب بها عليه السلام بعد الانصراف من صلوة الظهر يوم عاشوراء و قد قتل آن ذاك كثير من اصحابه و انصاره، و اشتعل الحرب، و اشتد الامر، فهل كان يرضي عليه السلام ان ينصرف الي وطنه سالما و قد ضرج بالدم جمع من شيعته و اعوانه، في سبيل عقيدته و اهدافه، نصرة للدين، دفاعا عن الاسلام و المسلمين، هيهات لا يرضي بذلك كان حركان يقول اني لا اري الموت الا سعادة.


پاورقي

[1] الارشاد، 205 - اعلام الوري ص 229 احقاق الحق ج 11 ص 623 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 234 - کامل التواريخ ج 3 ص 375.