بازگشت

كتاب ثان الي الحسين من عبدالله


اما بعد فاني اسألك بالله لما انصرفت، حين تنظر في كتابي، فاني مشفق عليك من هذا الوجه الذي توجهت له، ان يكون فيه هلاكك و استيصال اهل بيتك، و ان هلكت اليوم طفي نور الارض، فانك علم المهتدين، و رجاء المؤمنين فلا تعجل بالمسير، فاني في اثر كتابي والسلام.


ثم ان عبدالله صار الي عمرو بن سعيد حاكم مكة، فسئله ان يكتب امانا للحسين عليه السلام، و يمنيه ليرجع عن وجهه، فكتب عمرو بن سعيد الي الامام كتابا، يمنيه فيه الصلة، و يؤمنه علي نفسه، و انفذه مع اخيه يحيي ابن سعيد، فلحقه يحيي و عبدالله بن جعفر بعد نفوذ ابنيه، و دفعا الكتاب اليه، و جهدا في الرجوع فقال عليه السلام:

اني رأيت رسول الله في المنام، و امرني بما انا ماض له فقالا: فما تلك الرؤيا، قال: ما حدثت احدا بها، و لا انا محدث حتي القي ربي عزوجل:

فلما آيس عبدالله بن جعفر، امر ابنيه عونا و محمدا بلزومه و المسير معه، و الجهاد دونه، و رجع مع يحيي بن سعيد، الي مكة و توجه الحسين عليه السلام نحو العراق. [1] .

و يعلم ان تلك الرؤيا لم يحدث الامام عليه السلام احدابها، فهي غير ما نقلها لاخيه محمد بن الحنفية، لما بلغه ان الحسين خارج من مكة فصار الي اخيه، و اخذ بزمام ناقته، فقال الحسين له، رأيت جدي في المنام، قال لي: يا حسين اخرج الي العراق الي اخر ما تقدم.

و لما بلغ عبدالله بن جعفر قتل ابنيه دخل عليه بعض مواليه يعزيه و الناس يعزونه فقال مولاه هذا ما لقينا من الحسين فخذفه ابن جعفر بنعليه و قال يابن اللخناء اللحسين تقول هذا و الله لو شهدته لاحببت ان لا افارقه حتي اقتل معه والله لما تسخي بنفسي عنهما و يهون علي المصائب بهما انما اصيبا مع اخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه ثم قال:

ان لم آست الحسين يدي فقد آساه ولدي. [2] .



پاورقي

[1] الارشاد للمفيد، ص 200 طبع اصفهان، کامل التواريخ ج 3 ص 371.

[2] کامل التواريخ ج 3 ص 405.