بازگشت

كلامه مع عبدالله بن الزبير


لم يكن علي ابن الزبير اثقل من الامام الحسين و قد غمه مكانه بمكة لان الناس ما كانوا يعدلونه بالحسين و لم يكن شي ء احب اليه من شخوص الحسين عن مكة.

و لما بلغ ابن الزبير انه عليه السلام يريد الخروج اتاه و قال يا


اباعبدالله ما عندك فوالله قد خفت الله في ترك جهاد هؤلاء القوم علي ظلمهم و استذلا لهم الصالحين من عباد الله فقال الحسين عليه السلام، قد عزمت علي اتيان الكوفة فقال: وفقك الله اما لوان لي مثل انصارك ما عدلت عنها ثم خاف ان يتهمه فقال و لو اقمت بمكانك فدعوتنا و اهل الحجاز الي بيعتك اجبناك و كنا اليك سراعا و كنت احق بذلك من يزيد و ابي يزيد. [1] .

و روي ان عبدالله بن الزبير انما اراد بذلك ان لا يتهمه و ان يعذر في القول فقال الحسين عليه السلام.

لان اقتل خارجا من مكة بشبر احب الي من ان اقتل فيها، و لان اقتل خارجا بشبرين احب الي من ان اقتل خارجا منها بشبر. [2] .

و في المناقب عن كتاب الابانة قال بشر بن عاصم سمعت ان عبدالله بن زبير يقول: قلت للحسين بن علي انك تذهب الي قوم قتلوا اباك و خذلوا اخاك فقال عليه السلام.

لئن اقتل بمكان كذا و كذا احب الي من ان استحل بي مكة عرض به. [3] .

روي عن عبدالله بن سليم و المنذر الاسديين قالا خرجنا حاجين من الكوفة حتي قدمنا مكة فدخلنا يوم الترويه فاذا نحن بالحسين و عبدالله بن الزبير و هو يقول للحسين عليه السلام ان شئت ان تقيم اقمت فوليت هذا الامر فآزرناك و ساعدناك و نصحناك و بايعناك فقال الحسين عليه السلام: ان ابي حدثني ان بها كبشا يستحل حرمتها فما احب ان


اكون ان ذلك الكبش. [4] .

فقال له ابن الزبير: فاقم ان شئت و توليني الامر فتطاع و لا تعصي فقال عليه السلام و ما اريد هذا ايضا قالا ثم انهما اخفيا كلامهما دوننا فما زالا يتناجيان حتي سمعنا دعاء الناس رائحين متوجهين الي مني عند الظهر قالا فطاف الحسين عليه السلام بالبيت و بين الصفاء و المروة و قص من شعره و حل من عمرته ثم توجه نحو الكوفة و توجهنا نحو الناس علي مني. [5] .


پاورقي

[1] نفس المهموم ص 89.

[2] انساب الاشراف، ج 3 ص 164.

[3] المناقب ج 2 ص 54.

[4] يشير عليه‏السلام بذلک الي قتل ابن‏الزبير بمکة.

[5] نفس المهموم ص 109 عن الطبري.