بازگشت

كلامه مع اخيه محمد في مكة


ان للامام عليه السلام مع اخيه محمد بن الحنفية موقفين الاول في المدينة و قد ذكرت كلامه عليه السلام حين ما خرج منها مع اخيه و اذن له ان يقيم بالمدينة و يكون له علينا فيها.

الثاني: في المكة المكرمة فان محمد بن الحنفية اجتمع في موسم الحج مع الامام الحسين عليه السلام و جري بينهما في المكة كلام و اخبره الامام بما امره جده في المنام.

روي ابن صريح، ان محمد بن الحنفية، لما بلغه ان الحسين خارج من مكة، يريد العراق، كان بين يديه طست فيه ماء و هو يتوضأ، فجعل يبكي بكاء شديدا حتي سمع و كف دموعه في الطست، مثل المطر، ثم انه صلي المغرب، ثم صار الي اخيه الحسين، فلما صار اليه، قال له:

يا اخي ان اهل الكوفة، قد عرفت غدرهم و مكرهم بابيك و اخيك من قبلك، و اني اخشي عليك ان يكون حالك كحال من مضي من قبلك، فان اطعت رأيي، اقم بمكة و كن اعز من في الحرم المشرف، فقال عليه السلام: يا اخي اخشي ان يغتالني اجناد بني امية في حرم مكة، فاكون كالذي يستباح دمه في حرم الله، فقال محمد: يا اخي فسر الي اليمن اوالي بعض النواحي البر فانك امنع الناس، فقال الحسين عليه السلام:

يا اخي لو كنت في حجر هامة من هوام الارض لاستخرجوني منه


حتي يقتلوني، ثم قال له: يا اخي سانظر فيما قلت.

فلما كان وقت السحر عزم الحسين علي الرحيل الي العراق فجائه اخوه محمد و اخذ بزمام ناقته التي هو راكبها و قال: يا اخي الم تعدني النظر فيما اشرت به عليك فقال: بلي قال: فما حدأك علي الخروج عاجلا، فقال عليه السلام:

يا اخي ان جدي رسول الله اتاني بعد ما فارقتك و انا نائم، فضمني الي صدره، و قبل ما بين عيني و قال صلي الله عليه و آله لي يا حسين، يا قرة عيني اخرج الي العراق، فان الله قد شاء ان يراك قتيلا، مخضبا بدمائك فبكي محمد ابن الحنفية بكاء شديدا (و قال له: يا اخي اذا كان الحال كذا، فما معني لحملك هؤلاء النسوان و انت ماض الي القتل فقال عليه السلام:

يا اخي قد قال جدي ايضا: ان الله قد شاء ان يري نسوتك سبايا، مهتكات، يساقون في اسر الذل و هن ايضا لايفارقنني مادمت حيا فلما اصر محمد علي المنع و الانصراف عن الخروج قرأ الامام عليه السلام ابيات الاوسي المتقدمة سامضي و ما بالموت عار علي الفتي الي اخرها ثم تلي و كان امر الله قدرا مقدورا.

فبكي محمد بكاء شديدا و جعل يقول اودعتك يا حسين في دعة الله.