بازگشت

و منها: في الهدف الانساني الاعلي


عن الفاضل النيشابوري في كتاب خلق الانسان ان الامام الحسين بن علي عليهماالسلام كان كثيرا ما ينشد تلك الابيات تزعم الرواة انها مما املته نفسه.



لئن كانت الافعال يوما لاهلها كمالا

فحسن الخلق ابهي و اكمل [1] .



و ان تكن الدنيا تعد نفيسة

فدار ثواب الله اعلي و انبل



و ان تكن الاموال للترك جمعها

فما بال متروك به الحر يبخل



و ان تكن الارزاق قسما مقدرا

فقلة حرص المرء في الكسب اجمل



و ان تكن الابدان للموت انشأت

فقتل امري ء بالسيف في الله افضل



سأمضي و ما بالقتل عار علي الفتي

اذا في سبيل الله يمضي و يقتل [2] .



و في البحار نقلا عن ابي مخنف ان الامام عليه السلام انشد الابيات عند ما ودع عياله و حرمه، ثم اتبعها بتلك الابيات.



عليكم سلام الله يا آل احمد

فاني اراني عنكم سوف ارحل



اري كل ملعون كفور منافق

يروم فتانا جهلة ثم يعمل



لقد غرهم حلم الا له و انه

كريم حليم لم يكن قط يعجل



لقد كفروا يا ويلهم بمحمد

و ربهم في الخلق ما شاء يفعل



و في المناقب لما نزل عليه السلام شقوق، اتاه رجل؛ فسأله عن


العراق، فاخبره بحاله، فقال عليه السلام: ان الامر لله يفعل ما يشاء، ربنا تبارك كل يوم هو في شأن، فان نزل القضاء فالحمد لله علي نعمائه، و هو المستعان علي اداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء: فلم يبعد من كان الحق نيته و التقوي سريرته، ثم انشد؛ و ان تكن الدنيا الي آخره.

عن الفرزدق الشاعر قال: لقيني الحسين عليه السلام في منصرفي من الكوفة، فقال: ما وراك يا ابافراس، قلت: اصدقك.

قال: الصدق اريد، قلت: اما القلوب فمعك، و اما السيوف فمع بني امية، و النصر من عند الله، قال: ما اراك الا صدقت، الناس عبيد المال و الدين لعق علي السنتهم، يحوطونه ما درت به معائشهم، فاذا محصوا بالبلاء، قل الديانون.

و في رواية قال الفرزدق: يابن رسول الله، كيف تركن الي اهل الكوفة، و هم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل و شيعته، فترحم عليه السلام علي مسلم، و قال صار الي روح الله و رضوانه، اما انه قدر قضي ما عليه، و بقي ما علينا، و انشد، و ان تكن الابدان للموت انشأت، الي اخر الابيات.

يظهر من تلك الروايات، انه عليه السلام كان عالما بعواقب الامر، و بصيرا بالوضع، و عارفا باهل الكوفة و روحياتهم، و قوله عليه السلام اما انه قد قضي اشارة الي قوله تعالي من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. [3] .

و تأتي رواية اخري في ملاقاته عليه السلام مع الفرزدق، حين خرج من مكة. [4] .



پاورقي

[1] نفثة الصدور ص 46.

[2] المناقب ج 4 ص 95 کشف الغمة ج 3 ص 240 مقتل الخوارزمي ص 33 و التحفة الناصرية.

[3] السورة 33 الآية 24.

[4] المناقب ج 4 ص 95، البحار ج 10، المقتل لابي‏مخنف - ينابيع المودة ص 329.