منها: في التأسف علي تقدم البعداء علي الامناء
اذا استنصر المرء امرا لا يدي له
فناصره و الخاذلون سواء
انا بن الذي قد تعلون مكانه
و ليس علي الحق المبين طخاء [1] .
اليس رسول الله جدي و والدي
انا البدر، ان خلاء [2] النجوم خفاء
الم ينزل القرآن خلف بيوتنا
صباحا و من بعد الصباح مساء
يناز عني و الله بيني و بينه
يزيد و ليس الامر حيث يشاء
فيانصحاء الله انتم ولاته
و انتم علي اديانه امناء
باي كتاب ام باية سنة
تناولها عن اهلها البعداء [3] .
قال الاربلي: و هي طويلة، و لكن الاسف، انه رحمه الله لم ينقل بقية الاشعار، و لم نجدها في غير كتاب كشف الغمة، مع انها اعلي من الدرر المضيئه، و انفس من الجواهر الثمينة، تلوح منها تأثره عليه السلام شديدا من زعامة الظلمة الخونة، و ان من يعرف خير المجتمع، و القوانين السماوية، و الفضائل الانسانية، و له اصالة و نجابة، احق بالزعامة و قيادة الامة، و من هو بعيد عن تلك الخصال، و بري ء عن حسن الفعال، فلا ينبغي ان يدعي تلك المرتبة العظيمة، و زعامة الملة، و فيهم بدور مضيئة، و نصحاء الامة، و امناء الدين و الرعية، يصلحون لامر الدنيا و الآخرة، يهدون الي الحق و الحقيقة، و العدالة و الفضيلة.
«أفمن يهدي الي الحق احق ان يتبع، ام من لا يهدي الا ان يهدي فما لكم كيف تحكمون» و ما يتبع اكثرهم الا ظنا، ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون. [4] .
پاورقي
[1] الطخاء السحاب المرتفع في السماء.
[2] خلاء: اي اقام و توقف و لزم المکان.
[3] کشف الغمة ج 2 ص 247.
[4] سوره يونس آيه 36.