بازگشت

لماذا صار الامر كذا


لماذا كان كذا، و لم انتهي الوضع الي هنا، او ليس ذلك نتيجة السياسة الخارجية في تغيير الخط من الحروف العربية، الي الحروف اللاتينية، بلي لعمري ان تلك الحادثة كانت بلية عظيمة و رزية علي الامة؛ اوحدتها يد الاستعمار و الاستثمار، لتأكل من ثمرها و تحلب من ضرعها: و تغفل الامة الاسلامية من دررها و غررها و تراثها العلمي. [1] .

ثم انه من تلك الدرر الثمينة ديوان منسوب الي الامام الشهيد؛


سيد الاباء و الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهما، عثرت عليه في مكتبة با يزيد باستانبول؛ قرب جامع با يزيد في ضمن رسائل مخطوطة يقرب تاريخ اكثرها من القرن الثامن الهجري، لكن النسخة لم تكن مورخة و لا مقيدة باسم الناسخ و الجامع، الا ان اسلوب الخط كان يشهد بقدمته، و عنوان الديوان، للامام حسين بن علي، و لكن في فهرست المكتبة ذكر باسم نصح الابرار.

و بعد مضي مدة وقفت علي نسخة اخري من الديوان و عنوانه بعد البسملة، كتاب المخمسات من تصنيف السعيد الشهيد المرحوم المغفور بالرحمة الواسعة و الكرامة الجامعة حسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و رضي الله عنهما مرتبة علي حروف الهجاء بالقوافي و في اخر النسخة رباعية بالتركية. [2] .



حق تعالي رحمتي گلسون اكا

بويازان مسكيني دعادن اكا



فاعلات فاعلات فاعلون

نفس الندن گورنجه اولدوق زبون



فاستنسخت النسخة الاولي و اشرت الي اختلاف النسختين و حسبت ذلك من الغنائم التي لا يقاس بشي ء من الذخائر الدنيوية.

و بعد ما رجعت الي ايران في 1391 الهجري؟ بمخالفة حكومة ايران. سئلت المحققين عن الديوان، فقالوا ما رايناه و لا سمعناه الي اني وجدته مذكورا في ناسخ التواريخ، و كذا في ديوان المعصومين، للخياباني منسوبا الي الامام السجاد عليه السلام فذاكرت الفقيه النسابة العلامة آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي، فقال ان الديوان طبع ببمبئي في الهند و اعطاني نسخة منه، و في اوله: هذا هو الديوان الذي


ينسب الي امام العارفين و سيد الساجدين جمعها و الفها محمد بن الحسن الحر العاملي. [3] .

نشره ملك الكتاب الميرزا محمد الشيرازي في 1317 ه بخط الميرزا داود الشيرازي.

فراجعت المعاجم و كتب التراجم، و لم اجد الديوان من مؤلفات الحر العاملي حتي انه قدس سره، لم يذكره في كتابه امل الآمل في علماء جبل عامل، الذي ذكر فيه ترجمته و جميع مؤلفاته.

و كذا لم اجد من اصحابنا من نسب الديوان او بيتا منه الي الامام السجاد عليه السلام و لم يعتمد مؤلف ناسخ التواريخ و كذا الخياباني في ديوان المعصومين في نسبة الديوان الي الامام السجاد عليه السلام الاعلي الديوان المطبوع في بمبئي المسمي بالتحفة السجادية و نسب ايضا الي قطب الدين زين العابدين.

فاعتمدت علي ما عثرت عليه في نسختين عتيقتين في مكتبة بايزيد باستانبول، من نسبة الديوان الي الامام الشهيد، الحسين بن علي ابن ابي طالب عليه السلام هذا ما وجدته و حققته، و الله اعلم بحقائق الامور.


پاورقي

[1] قد بليت بتلک البلية و الرزية، الآثار الدينية بمملکة الهند و قد شاهدناه کثيرا منها حين سافرنا اليها في سنة 1394 الهجري القمري، مبعوثين من جانب الزعيم الديني، الفقيه الکبير السيد محمدرضا الگلپايگاني لتفقد اوضاع المسلمين بها؛ و الاطلاع علي الاثار الاسلامية، و زرنا الدهلي، و لکنهو و فيض آباد و بنارس، و علي گروآگره و حيدراباد و بمبئي و وجدنا الاثار العلمية متروکة مهجورة، لغلبة اللغة الا نجليزية، و لغة الهندو، علي العربية، و الاردو، لا يستفيد منها الا قليل من علماء الدين. و کذا المراکز العلمية و الدينية لا يعني بشأنها.

يجب علي کل مسلم غيور ديني، و مرجع اسلامي، ان يلفتوا النظر و يشمروا الذيل في حفظ تلک الاثار، التي لم توجد الا بتضحية الانفس و التفدية و الجهاد. قال اميرالمؤمنين عليه‏السلام اتقوا الله في بلاده و عباده؛ انتم مسؤلون حتي عن البقاع و البهائم.

فکيف بامور عظيمة حياتية اجتماعية اسلامية، و قد اخبرت الزعيم المعظم بعد الرجوع الي ايران بما وجدت و علمت و استخبرت و استعلمت، و بلغت و اعذرت، فاقدم مد ظله، و امر بتعمير بعض المدارس، و جعل راتبا لطلاب العلوم الدينية، و لکن الامر اعظم من هذا و الحاجة اکثر، اسئل الله الکريم ان يوفق ارباب الخير و مراجع العصر، و فضلاء الحوزة ان يجدوا، لان يجددوا ما درس و دثر، و يصلحوا ما افسده الدهر، من الاثار الدينية، و المآثر الاسلامية في تلک البلاد، المؤلف.

[2] ضبط کما وجد من غير تصرف فيه باصلاح و تصحيح.

[3] ضبط کما وجد، و الصحيح جمعه و الفه.