بازگشت

طلائع الفشل


كان مقتل مسلم بن عقيل في التاسع من ذي الحجة ليلة العيد... و كان خروج الحسين من مكة قبل ذلك بيوم واحد، فلم يسمع بمقتله الا و هو في آخر الطريق...

و لما شارف العراق أحب أن يستوثق مرة أخري قبل دخوله، فكتب الي أهل الكوفة كتابا مع قيس بن سهر الصيداوي يخبرهم بمقدمه و يحضهم علي الجد و التساند، فوافي قيس القادسية و قد رصد فيها شرط عبيدالله فاعتقلوه و أشخصوه اليه... فأمره عبيدالله أن يصعد القصر فيسب «الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي» و ينهي الناس أن يطيعوه.

فصعد قيس و قال: «أيها الناس... ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، و أنا رسوله اليكم! و قد فارقته بالحاجز فأجيبوه، و ألعنوا عبيدالله بن زياد و أباه...»

فما كان منهم الا أن قذفوا به من حالق، فمات...

و حدث مثل هذا مع عبدالله بن يقطر... فأبي أن يلعن الحسين، و لعن عبيدالله بن زياد، فألقوا به من شرفات القصر الي الأرض فاندكت عظامه و لم يمت، فذبحوه...


و جعل الحسين كلما سأل قادما من العراق أنبأه بمقتل رسول من رسله أو داعية من دعاته، فأشار عليه بعض صحبه بالرجوع، و قال له غيرهم: «ما أنت مثل مسلم بن عقيل، و لو قدمت الكوفة لكان الناس اليك أسرع...»

و وثب بنوعقيل فأقسموا لا يبرحون حتي يدركوا ثأرهم أو يذوقوا ما ذاق مسلم...

و لم ير الحسين بعد ذلك أن يصحب معه أحدا الا علي بصيرة من أمره و ما هو لاقيه ان تقدم و لم ينصرف لشأنه... فخطب الرهط الذين صحبوه و قال لهم:

«و قد خذلنا شيعتنا... فمن أحب منكم أن ينصرف فلينصرف، ليس عليهم منا ذمام...»

فتفرقوا الا أهل بيته و قليلا ممن تبعوه في الطريق...