بازگشت

زواج الحسين


و كأنما كانت هذه المنافسة المؤصلة الجذور لا تكفي قصاص التاريخ، فأضاف اليها أناس من ثقاتهم قصة منافسة أخري هي وحدها كافية للنفرة بين قلبين متآلفين. و هي قصة زواج الحسين رضي الله عنه بزينب بنت اسحق التي كان يهواها يزيد هوي أدنفه و أعياه.

و كانت زينب هذه علي ما قيل أشهر فتيات زمانها بالجمال، و كانت زوجة لعبدالله بن سلام القرشي و الي العراق من قبل معاوية.

فمرض يزيد بحبها و أخفي سره عن أهله، حتي استخرجه منه بعض


خصيان القصر الذين يعينونه علي شهواته.. فلما علم أبوه سر مرضه أرسل في طلب عبدالله بن سلام و استدعي اليه أباهريرة و أباالدرداء، فقال لهما ان له ابنة يريد زواجها و لم يرض لها خليلا غير ابن سلام، لدينه و فضله و شرفه و رغبة معاوية في تكريمه و تقريبه. فخدع ابن سلام بما بلغه و فاتح معاوية في خطبة ابنته، فوكل معاوية الأمر الي أبي هريرة ليبلعها و يستمع جوابها. فكان جوابها المتفق عليه بينهما و بين أبيها أنها لا تكره ما اختاروه، و لكنها تخشي الضر و تشفق أن يسوقها الي ما يغضب الله. فطلق ابن سلام زوجته و استنجز معاوية وعده.. فاذا هو يلويه به و يقول بلسان ابنته انها توجس من رجل يطلق زوجته و هي ابنة عمه و أجمل نساء عصره..

و قيل ان الحسين سمع بهذه المكيدة، فسأل أباهريرة أن يذكره عند زينب خاطبا.. فصدع أبوهريرة بأمره و قال لزينب: «انك لا تعدمين طلابا خيرا من عبدالله بن سلام».

قالت: «من؟» قال: «يزيد بن معاوية و الحسين بن علي، و هما معروفان لديك بأحسن ما تبتغينه في الرجال».

و استشارته في اختيار أيهما، فقال: «لا أختار فم أحد علي فم قبله رسول الله، تضعين شفتيك في موضع شفتيه».

فقالت: «لا أختار علي الحسين بن علي أحدا و هو ريحانة النبي و سيد شباب أهل الجنة».


فقال معاوية متغيظا:



أنعمي أم خالد

رب ساع لقاعد



و لم يلبث الحسين أن ردها الي زوجها قائلا: «ما أدخلتها في بيتي و تحت نكاحي رغبة في مالها و لا جمالها، و لكن أردت احلالها لبعلها».

فان صحت هذه القصة و هي متواترة في تواريخ الثقات، فقد تم بها ما نقص من النفرة و الخصومة بين الرجلين، و كان قيام يزيد علي الخلافة يوم فصل في هذه الخصومة، لا يقبل الارجاء، و كان بينها كما أسلفنا مفترق طريق